Thursday, September 10, 2015

فوائد علمية 38

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمْ السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

رَبِّ اغْفِرْ لِيَّ وَلِوَالِدَيَّ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِيْ صَغِيْرَا

اللهمَّ ارْزُقْنا الْفِرْدَوْسَ الأعلى مِنْ غَيْرِ عِتَابٍ ولا حِسَابٍ ولا عَذَابْ

سلسلة : فوائد علمية (38)

‏{ من حكم الشافعي رحمه الله }

قال الشافعي: من ولي القضاء ولم يفتقر فهو سارق. ومن حفظ القرآن نبل قدره، ومن تفقه عظمت قيمته، ومن حفظ الحديث قويت حجته، ومن حفظ العربية والشعر رق طبعه، ومن لم يصن نفسه لم ينفعه العلم

وقال الشافعي : العلم جهل عند أهل الجهل، كما أن الجهل جهل عند أهل العلم. وأنشد فيه:

ومنزل السفيه من الفقيه ... كمنزلة الفقيه من السفيه

فهذا زاهد في قرب هذا ... وهذا فيه زهد منه فيه

واستعار الشافعي من محمد بن الحسن كتبه فمنعه إياها. فكتب إليه:

قل للذي لم تر عينا ... من رآه مثله

العلم يأبى أهله ... أن يمنعوه أهله

لعله يبذله ... لأهله لعله؟

فأجابه محمد بن الحسن عن ذلك وكان الشافعي كثيراً ما ينشد:

أهين لهم نفسي لأكرمها بهم ... ولن يكرم النفس الذي لا يهنيها

ترتيب المدارك وتقريب المسالك 1/142

قال الله تعالى (عفا الله عنك لم أذنت لهم)

قال الفقيه القاضى أبو الفضل رحمه الله تعالى: يجب على المسلم المجاهد نفسه الرائض – أي المذلل- بزمام الشريعة خلقه أن يتأدب بآداب القرآن في قوله وفعله ومعاطاته ومحاوراته، فهو عنصر المعارف الحقيقة وروضة الآداب الدينية والدنيوية، وليتأمل هذه الملاطفة العجيبة في السؤال من رب الأرباب: المنعم على الكل، المستغنى عن الجميع ويستشير ما فيها من الفوائد وكيف ابتدأ بالإكرام قبل العتب، وآنس بالعفو قبل ذكر الذنب إن كان ثَمّ ذنب.

 

الشفا بتعريف حقوق المصطفى للقاضي عياض 1/28

قال الله تعالى  (ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن)

عمارة بن عقيل قال قال ابن أبي حفصة الشاعر :"أعلمت أن المأمون أمير المؤمنين لا يبصر الشعر"

فقلت :"من ذا يكون أفرس منه والله إنا لننشد أول البيت فيسبق إلى آخره من غير أن يكون سمعه"

قال:" إني أنشدته بيتا أجدت فيه فلم أره تحرك له وهذا البيت فاسمعه

أضحى إمام الهدى المأمون مشتغلا * بالدين والناس بالدنيا مشاغيل "

فقلت له:" ما زدت على أن جعلته عجوزا في محرابها في يدها سبحة فمن يقوم بأمر الدنيا إذا كان مشغولا عنها ألا قلت كما قال جرير لعبد العزيز بن الوليد

فلا هو في الدنيا مضيع نصيبه * ولا عرض الدنيا عن الدين شاغله"

تاريخ دمشق للحافظ ابن عساكر 33/292

الذنب في مــكــة المكرمة ليس كالذنب في غيره

قال ابن القيم - رحمه الله - "تضاعف مقادير السيئات فيه لا كمايتها فإن السيئة جزاؤها سيئة، لكن سيئة كبيرة". ثم يقول: "فالسيئة في حرم الله وبلده وعلى بساطه آكد وأعظم منها في طرف من أطراف الأرض، ولهذا ليس من عصى الملك على بساط ملكه كمن عصاه في الموضع البعيد من داره وبساطه". انتهى. زاد المعاد 1-51 . 

قال سماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز- رحمه الله - "أما السيئات فالذي عليه المحققون من أهل العلم أنها لا تضاعف من جهة العدد ولكن تضاعف من جهة الكيفية ، أما العدد فلا ، لأن الله سبحانه وتعالى يقول : مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلا مِثْلَهَا 
فالسيئات لا تضاعف من جهة العدد لا في رمضان ولا في الحرم ولا في غيرها ، بل السيئة بواحدة دائما وهذا من فضله سبحانه وتعالى وإحسانه . ولكن سيئة الحرم ، وسيئة رمضان ، وسيئة عشر ذي الحجة أعظم إثما من السيئة فيما سوى ذلك ، فسيئة في مكة أعظم وأكبر وأشد إثما من سيئة في جدة والطائف مثلا ، وسيئة في رمضان ، وسيئة في عشر ذي الحجة أشد وأعظم من سيئة في رجب ، أو شعبان ونحو ذلك . 
فهي تضاعف من جهة الكيفية لا من جهة العدد ، أما الحسنات فهي تضاعف كيفية وعددا بفضل الله سبحانه وتعالى ، ومما يدل على شدة الوعيد في سيئات الحرم وأن سيئة الحرم عظيمة وشديدة ، قول الله تعالى : وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ...... مجلة التوعية الإسلامية في الحج التي تصدر بمكة صـ 388

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : فالحسنة تضاعف بالكم وبالكيف . وأما السيئة فبالكيف لا بالكم ، لأن الله تعالى قال في سورة الأنعام وهي مكية : ( مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلا مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ ) الأنعام/160 . وقال : ( وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ) الحج/25 . ولم يقل : نضاعف له ذلك . بل قال : ( نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ) فتكون مضاعفة السيئة في مكة أو في المدينة مضاعفة كيفية .( بمعنى أنها تكون أشد ألماً ووجعاً لقوله تعالى : وقال : ( وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ) الحج/25 .اهـ.... الشرح الممتع" (7/262)

قال ابن مسعود رضي الله عنه: لو أن رجلا همّ فيه بسيئة وهو (بعدن أبين) لأذاقه الله عذابا أليما، رواه ابن جرير

قال ابن عمر رضي الله عنه: العمل في الحرم أفضل والخطيئة فيه أعظم فينبغي لمن كان فيه أن يضبط نفسه ويسلك طريق السداد في جميع ما يهم به ويقصده ..من تفسير الألوسي للآية 13/42

سلسلة فوائد علمية : 1 - 2 - 3 - 4 - 5- 6- 7- 8- 9- 10- 11- 12- 13- 14- 15- 16- 17- 18- 19- 20- 21- 22- 23- 24- 25- 26- 27- 28- 29- 30 - 31 - 32- 33- 34- 35- 36- 37

وأسأل الله لي ولكم التوفيق شاكرا لكم حُسْن متابعتكم

لتلقي حديث اليوم على بريدك الخاص ابعث رسالة فارغة بعنوان "حديث اليوم" إلى

hadith-alyoum55+subscribe@googlegroups.com

وإلـى اللـقـاء فـي الـحـديـث الـقـادم "إن شـاء الله"

No comments:

Post a Comment