بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمْ السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ
رَبِّ اغْفِرْ لِيَّ وَلِوَالِدَيَّ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِيْ صَغِيْرَا
اللهمَّ ارْزُقْنا الْفِرْدَوْسَ الأعلى مِنْ غَيْرِ عِتَابٍ ولا حِسَابٍ ولا عَذَابْ
سلسلة : فوائد علمية (26)
التدرج في العلم لناشئة الطلبة
قال أحمد بن كامل القاضي: سمعت أبا العيناء الضرير يقول: أتيت عبد الله بن داود الخريبي ـ وكان قد أمسك عن الرواية ـ فقلت: حدثني ، فقال: يا غلام مُرّ ، وأقرأ القرآن . فقلت: قد قرأت.
فقال: هات {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ } .فقرأتُ ، وجوّدتُ . فقال: أحسنتَ مُرّ ، وتعَلَّمْ بعدَ القرآن الفرائض. فقلت: قد تعلمتُ. فقال: أيهما اقرب إليك ابن أخيكَ أم ابن عمك ؟ فقلتُ ابن أخي. فقال: ولمَ قلتَ؟ فقلتُ: لأنه ولدته أمي .فقال: يا غلام تعلَّم بعد هذين العربيةَ . فقلتُ: تعلمتُ العربيةَ قبلَ القرآن ، والفرائض . فقال: قول عمر: (يا لَلهِ يالِلمسلمينَ) لِمَ فتحَ الأولى ، وكسر الثانية ؟ (يقصد اللام) فقلتُ: فتحَ الأولى للاستغاثة ، وكسر الثانية للاستنصار . فقال: يا غلام لو كنت محدثاً أحداً لحدثتُكَ . !
الإرشاد للخليلي 1/241
الجهلُ بالآثار مُزرٍ بصاحبه :
سأل الحافظ سعيد بن عمرو البرذعي أبا زرعة الرازي عن بشر بن يحيى بن حسان ؟
قال: خراساني من أصحاب الرأي كان لا يقبل العلم ، وكان أعلى أصحاب الرأي بخراسان ، فقدم علينا ، فكتبنا عنه ، وكان يناظر ، فاحتجوا عليه بطاووس ، فقال بالفارسية :يحتجون علينا بالطيور !
قال أبو زرعة: كان جاهلاً ، بلغني أنه ناظر إسحاق بن راهويه في القرعة ، فاحتج عليه إسحاق بتلك الأخبار الصحاح ، فأفحمه ، فانصرف ففتش كتبه فوجد في كتبه حديث النبي صلى الله عليه وسلم " نهى عن القزع"
فقال لأصحابه: قد وجدت حديثا أكسر به ظهره ، فأتى إسحاق ، فأخبره .
فقال إسحاق: إنما هذا القزع ! أنه يحلق بعض رأس الصبي ويترك بعض .
سؤالات البرذعي لأبي زرعة الرازي 2/334
من أخلاق العلماء
قال محمد بن الحسن بن علي بن بحر حدثنا الفلاس قال: رأيت يحيى (ابن سعيد القطان) يوماً حدث بحديثٍ ، فقال له عفان (ابن مسلم) : ليس هو هكذا ، فلما كان من الغد أتيت يحيى ، فقال: هو كما قال عفان ، ولقد سألت الله أن لا يكون عندي على خلاف ما قال عفان .
قال الذهبي : هكذا كان العلماء، فانظر يا مسكين كيف أنت عنهم بمعزل !
سير أعلام النبلاء 10/248
تغميض العين في الصلاة
قال ابن القيم – رحمه الله - :
.. فهذه الأحاديث ، وغيرها يستفاد من مجموعها العلم بأنه (صلى الله عليه وسلم) لم يكن يغمض عينيه في الصلاة ، وقد اختلف الفقهاء في كراهته ، فكرهه الإمام أحمد وغيره ، وقالوا: هو فعل اليهود . وأباحه جماعة ولم يكرهوه ، وقالوا: قد يكون أقرب إلى تحصيل الخشوع الذي هو روح الصلاة وسرها ومقصودها .
والصواب أن يقال: إن كان تفتيح العين لا يخل بالخشوع ، فهو أفضل ، وإن كان يحول بينه وبين الخشوع لما في قبلته من الزخرفة والتزويق أو غيره مما يشوش عليه قلبه ، فهنالك لا يكره التغميض قطعاً ، والقول باستحبابه في هذا الحال أقرب إلى أصول الشرع ومقاصده من القول بالكراهة ، والله أعلم.
زاد المعاد 1/294
وإلـى اللـقـاء فـي الـحـديـث الـقـادم "إن شـاء الله"
No comments:
Post a Comment