بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمْ السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ
رَبِّ اغْفِرْ لِيَّ وَلِوَالِدَيَّ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِيْ صَغِيْرَا
اللهمَّ ارْزُقْنا الْفِرْدَوْسَ الأعلى مِنْ غَيْرِ عِتَابٍ ولا حِسَابٍ ولا عَذَابْ
سلسلة : فوائد علمية (37)
{ الحذر من التصحيف في الحديث }
التصحيف لغة : أن يقرأ الشيء على خلاف ما أراد كاتبه، أو على ما اصطلحوا عليه....التعريفات1/19
قال الحافظ العراقي في الألفية:
وَلْيَحْذَرِ اللَّحَّانَ وَالْمُصَحِّفَا *** عَلَى حَدِيْثِهِ بِأَنْ يُحَرِّفَا
فَيَدْخُلاَ فِي قَوْلِهِ : مَنْ كَذَبَا *** فَحَقٌّ النَّحْوُ عَلَى مَنْ طَلَبَا
وَالأَخْذُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ لاَ الْكُتُبِ *** أَدْفَعُ لِلتَّصْحِيْفِ فَاسْمَعْ وَادْأَبِ
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
وَالْعَسْكَرِيْ وَالدَّارَقُطْنِيْ صَنَّفَا *** فِيْمَا لَهُ بَعْضُ الرُّوَاةِ صَحَّفَا
فِي الْمَتْنِ كَالصُّوْلِيِّ ((سِتّاً)) غَيَّرا *** ((شَيْئاً)) ، مثل ما جرى
(كَالصُّوْلِيِّ سِتّاً غَيَّرْ شَيْئاً) لما أملى في الجامع حديث أبي أيوب مرفوعاً: «من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال»(رواه مسلم) صحف ستا إلى شيئا.
للطبري في عتبة بن النُّدَّرِ *** بالباء والذال غدا ابن البُذَّرِ
(أوْ) التصحيف في (الإِسْنَادِ، كَابْنِ النُّدَّرِ) بالنون المضمومة وفتح الدال المهملة المشددة، (صَحَّفَ فِيْهِ الطَّبَرِيُّ)؛ لأنه قال فيمن روى عن النبي صلى الله عليه وسلم من بني سليم: ومنهم عتبة بن البُذَّر.
وَأَطْلَقُوْا التَّصْحِيْفَ فِيْمَا ظَهَرَا *** كَقَوْلِهِ: ((احْتَجَمَ)) مَكَانَ ((احْتَجَرا))
(وَأَطْلَقُوْا) أي: أطلق مَنْ صَنَّفَ في التصحيفِ (التَّصْحِيْفَ فِيْمَا ظَهَرَا) أي: على ما لا تشتبه حروفه بغيره، وإنما أخطأوا فيه روايةً، (كَقَوْلِهِ: احْتَجَمَ مَكَانَ احْتَجَرا) أي: كما صَحَّفَ ابنُ لهيعة في حديث زيد بن ثابت: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجر في المسجد» (متفق عليه) فقال: احتجم بالميم.
وَوَاصِلٌ بِعَاصِمٍ وَالأَحْدَبُ *** بِأَحْوَلٍ تَصْحِيْفَ سَمْعٍ لَقَّبُوا
أي: وتصحيف السّمع وهو أن يكون الاسم واللقب، أو الاسم واسم الأب على وزن اسم آخر ولقبه، أو اسم آخر واسم أبيه والحروف مختلفة، فيشتبه على السَّمْع؛ كحديثٍ لعاصم الأحول بجعله عن واصل الأحدب وعكسه، وكخالد بن عَلْقَمة بمالك بن عُرْفُطة.
وَصَحَّفَ الْمَعْنَى إِمَامُ عَنَزَهْ *** ظَنَّ الْقَبِيْلَ بحَدِيْثِ ((الْعَنَزَهْ))
أي: ومثال تصحيف المعنى قول أبي موسى محمد بن المثنى العَنَزي: نحن قومٌ لنا شرف نحن مِنْ عَنَزَة قد صلى النبي صلى الله عليه وسلم إلينا.
ظَنَّ الْقَبِيْلَ بحَدِيْثِ ((الْعَنَزَهْ)) : وهو ما روي: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى إلى عَنَزَة (متفق عليه) والمراد: الحربة تُنْصَبُ بين يديه.
وَبَعْضُهُمْ ظَنَّ سُكُوْنَ نَوْنِهْ *** فَقالَ : شَاَةٌ خَابَ فِي ظُنُوْنِهْ
(وَبَعْضُهُمْ) حكاه عن أعرابي (ظَنَّ سُكُوْنَ نَوْنِهْ فَقالَ): كان صلى الله عليه وسلم إذا صلى نُصِبَتْ بين يديه (شَاَةٌ). فصحفها عَنْزَة بإسكان النون، ثم رواه بالمعنى.
(خَابَ فِي ظُنُوْنِهْ)؛ لأنه أخطأ فيه من وجهين.
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
ألفية الحافظ العراقي (طبعة الشيخ محمد بن الحسن) مع شرح ابن العيني للألفية
{ مناسبة بعض الوقفات لبعض المصنفين }
بعض المصنفين ابتدأ كتبا ولم يتمها لمرض أو موت أو انشغال
ومن لطائف الوقفات:
1-ابن رجب الحنبلي : وقف في كتابه "فتح الباري شرح صحيح البخاري" إلى الجنائز.
2-سليمان بن عبدالله : وقف في كتابه "تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد" إلى الإيمان بالقدر.
3-محمد الخضر الشنقيطي : وقف في كتابه "كوثر المعاني الدراري شرح صحيح البخاري" إلى الجنائز.
4-محمد الأمين الشنقيطي : وقف في كتابه "أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن" إلى قوله "أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون".
5-رشيد رضا : وقف في كتابه "تفسير المنار" إلى قوله "رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين".
{ صحة مقولة العـوام : لا تـمارضوا فتمرضـوا}
خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم جمرة بنت الحارث بن عوف المزنية ، فقال أبوها : إن بها سوءا ، ولم يكن بها ، فرجع إليها أبوها وقد برصت
البرص : بياض يصيب الجِلْد
معرفة الصحابة لأبي نعيم 6840 – الإصابة في معرفة الصحابة 1/187
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
وقد سبق أن بينا أن البلاء موكل بالمنطق...في الفوائد رقم 30
وإلـى اللـقـاء فـي الـحـديـث الـقـادم "إن شـاء الله"
No comments:
Post a Comment