Tuesday, October 14, 2014

فوائد علمية 33

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمْ السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

رَبِّ اغْفِرْ لِيَّ وَلِوَالِدَيَّ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِيْ صَغِيْرَا

اللهمَّ ارْزُقْنا الْفِرْدَوْسَ الأعلى مِنْ غَيْرِ عِتَابٍ ولا حِسَابٍ ولا عَذَابْ

سلسلة : فوائد علمية (33)

‏( النصيحة لولاة الأمور لا تكون إلا سرا)

قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْصَحَ لِسُلْطَانٍ بِأَمْرٍ فَلَا يُبْدِ لَهُ عَلَانِيَةً وَلَكِنْ لِيَأْخُذْ بِيَدِهِ فَيَخْلُوَ بِهِ فَإِنْ قَبِلَ مِنْهُ فَذَاكَ وَإِلَّا كَانَ قَدْ أَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ لَهُ

رواه أحمد 14792 والطبراني في مسند الشاميين 952 وصححه الأباني في ظلال الجنة تخريج أحاديث السنة لابن أبي عاصم 1096

 

‏( من صدع بالحق فلن يخيبه الله ...)

وفد الحجاج على عبد الملك ومعه إبراهيم بن طلحة بن عبيد اللّه التيمي، وكان من رجال قريش علماً وعملا وزهداً ودينَاً. وكان الحجاج مسخراً له لا يترك من إجلاله شيئاً، فلما قدما على عبد الملك، أذن للحجاج بالدخول، فلما دخل، سلم ولم يبدأ بشيء إلا أن قال: يا أمير المؤمنين، قدمت عليك برجل من أهل الحجاز ليس له نظير في كمال المروءة والديانة وحسن المذهب والطاعة، مع القرابة ووجوب الحق، فقال عبد الملك: ومن هو؟ قال: إبراهيم ابن طلحة التيمي، فليفعل أمير المؤمنين به ما يفعل بأمثاله. فقال عبد الملك: أذكرتنا حقاً واجبَاً ورحمَاً قريبة، ثم أذن له، فلما دخل، قربه وأدناه، وقال له: إن أبا محمد ذكرنا ما لم نَزَل نعرفك به من الفضل وحسن المذهب، فلا تدعن حاجة إلا ذكرتها، فقال إبراهيم: إن أولى الأمور أن تفتتح به الحوائج ما كان فيه لله رضا، ولحق رسوله أداء، ولجماعة المسلمين نصيحة، قال: وما هو؟ قال: لا يمكن القول إلا وأنا خالٍ فأخلني، قال: أو دون أبي محمد؟ قال: نعم، فأشار عبد الملك إلى الحجاج، فخرج، فقال إبراهيم: يا أمير المؤمنين، إنك عهدت إلى الحجاج مع تغطرسه وتعجرفه وبعده عن الحق وركونه إلى الباطل، فوليته الحرمين، وبهما من أولاد المهاجرين والأنصار من قد علمت يسومهم الخسف ويقودهم بالعنف، ويطؤهم بطغام أهل الشام، ورعاع لا روية لهم في إقامة حق، ولا في إزالة باطل، ثم تظن أن ذلك ينجيك من عذاب الله، فكيف بك إذا جاثاك محمد صلى الله عليه وسلم للخصومة بين يدَيِ اللّه تعالى؟ أما والله إنك لن تنجو هنالك إلا بحجة تضمنُ لك النجاة، فاتق لنفسك أو دع.

وكان عبد الملك متكئَاً فاستوى، وقال: كذبتَ ومِنتَ فيما جئتَ به، ولقد ظَن بك الحجاجُ ظناً لم يجده فيك، فأنت المائن الحاسد، قال: فقام إبراهيم، وهو لا يبصر شيئاً، فلما جاوز الستر، لحقه لاحق، وقال للحاجب: امنع هذا من الخروج، وائذن للحجاج، فدخل فلبث ملياً، قال إبراهيم: ولا أشك أنهما في أمري، ثم خرج الإذن لي فدخلت، فلما كشف الستر إذا أنا بالحجاج خارج، فاعتنقني وقبل بين عيني، وقال: إذا جزى اللّه المتواخيين لفضل تواصلهما، فجزاك اللّه عني أفضل الجزاء، والله لئن بقيت، لأرفعن ناظريك، ولأتبعن الرجال غبار قدميك.

قال: قال إبراهيم: فقلت في نفسي، إنه ليسخر مني، فلما وصلت إلى عبد الملك، أدنى مجلسي كما فعل أولاَ، ثم قال: يا بن طلحة هل أعلمت الحجاج بما جرى، أو شاركَكَ أحد في نصيحتك؟! قلت: لا والله لا أعلم أحداً أظهر يَداً من الحجاج، ولو كنت محابياً أحدَاً بديني لكان هو، ولكني آثرت الله ورسوله والمسلمين، فقال عبد الملك: قد علمت صدق مقالتك، ولو آثرتَ الدنيا لكان لك في الحجاج أَمَلٌ، وقد عزلتُهُ عن الحرمين لما كرهتَ من ولايته عليهما، وأخبرته أنك أنت الذي استنزلتني له عنهما؟ استصغاراً للولاية، ووليته العراق لما هنالك من الأمور التي لا يدحضها إلا مثله، وإنما قلت ذلك؛ ليؤدي ما يلزمه من ذمامك، فاخرج معه فإنك غير ذام صحبته مع يدك عنده، قال إبراهيم: فخرجت مع الحجاج، فأكرمني أضعاف إكرامه الأول، واستدل الناس بذلك على مكارم عبد الملك وأخلاقه واعترافه بالحق وتيقظه في الأمور ودهائه.

سمط النجوم العوالي 2/122 – وفيات الأعيان 2/41 – تاريخ دمشق 7/143

‏( يهودي حفظ عالماً من علماء المسلمين فكافأه الله بالإسلام)

طلب الحكم بن هشام طالوتَ المعافريّ – الفقيه المالكي- فاختفى طالوت سنةً عند يهودي، ثم خرج وقصد الوزير أبا البسام ليختفي عنده فأسلمه إلى الحكم، فقال: ما رَأيُ الامير في كبش سمين؟ فقال الحكم: لحم ثقيل، ما الخبر؟ قال: طالوت عندي، فأمره بإحضاره،فأُحضِر، فقال: يا طالوت، أخبرني لو أن أباك أو ابنك ملك هذه الدار، أكنت فيها في الاكرام والبر على ما كنت أفعل معك ؟ ألم أفعل كذا ؟ ألم أمش في جنازة امرأتك، ورجعت معك إلى دارك ؟ فقال الفقيه في نفسه: لا أجد أنفع من الصدق. فقال: إني كنت أبغضك لله فلم يمنعك ما صنعت معي لغير الله، وإني لمعترف بذلك، أصلحك الله.

فوجم الخليفة وقال: اعلم أن الذي أبغضتني له قد صرفني عنك، فانصرف في حفظ الله، ولست بتارك بِرّك، وليت الذي كان لم يكن، ولكن أين ظفر بك أبو البسام لا كان، فقال: أنا أظفرته بنفسي، وقصدته.

قال: فأين كنت في عامك ؟ قال: في دار يهودي، حفظني لله، فأطرق الخليفة ملياً، ورفع رأسه إلى أبي البسام وقال: حفظه يهودي، وستر عليه لمكانه من العلم والدين، وغدرت به إذ قصدك وخفرت ذمته، لا أرانا الله في القيامة وجهه إن رأينا لك وجها. وطرده وكتب لليهودي كتابا بالجزية فيما ملك، وزاد في إحسانه، فلما رأى اليهودي ذلك، أسلم مكانه.

مختصرا من سير أعلام النبلاء للذهبي 8/259

(قصة المثل : أخسر صفقة من أبي غبشان)

أبو غبشان سليمان بن عمرو الخزاعي كان يلي الكعبة, إجتمع مع قصي بن كلاب - رئيس قريش يومئذ - بالطائف على الشرب, فلما سكر أشترى منه قصي
ولاية البيت بزقّ خمر, وأخذ منه مفاتيحه وأشهد عليه بذلك

وأرسل ابنه عبد الدار بها إلى البيت فرفع صوته وقال: يا معشر قريش هذه المفاتيح: مفاتيح بيت أبيكم إسماعيل، قد ردها الله عليكم من غير عارٍ ولا ظلم.

وأفاق أبو غبشان فندم .. وأكثر الشعراء القول في ذلك حتى قال  بعضهم :

باعت خزاعة ُ بيت الله إذ سكرت .....

بزقِّ خمر فبئستْ صفقة البادي

باعت سدانتها بالخمر وانصرفت......

عن المقام وظلّ البيت والنادي

صبح الأعشى 2/129- وسيرة ابن كثير مختصرة - أخبار الحمقى لابن الجوزي 1/8

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

أخشى أن نندم كندمه بتدليل أنفسنا وإتباع أهوائنا وبتبعية أبنائنا وبناتنا لتوافه الغرب والتنازل التدريجي عن عاداتنا وتقاليدنا
الأمه تموت والأخطار تداهمنا والفرص تفوت, ونحن نغط في سبات عميق عن إصلاح أنفسنا والرجوع إلى طريق الصواب
أمل أن لا نكون وصلنا إلى درجة حمق أبي غبشان بتهاوننا وتخاذلنا وأن لا نصحو يوما ً على إنتزاع آخر ما لدينا ونكون أندم منه
أسأل الله لأمتي النهوض من جديد والعودة كما كانت في سالف عصرها

(اللهم أحينا على السُّــنة وأمتنا على السُّــنة)

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

سلسلة فوائد علمية : 1 - 2 - 3 - 4 - 5- 6- 7- 8- 9- 10- 11- 12- 13- 14- 15- 16- 17- 18- 19- 20- 21- 22- 23- 24- 25- 26- 27- 28- 29- 30 - 31 - 32

وأسأل الله لي ولكم التوفيق شاكرا لكم حُسْن متابعتكم

لتلقي حديث اليوم على بريدك الخاص ابعث رسالة فارغة بعنوان "حديث اليوم" إلى

hadith-alyoum55+subscribe@googlegroups.com

وإلـى اللـقـاء فـي الـحـديـث الـقـادم "إن شـاء الله"

No comments:

Post a Comment