Sunday, October 16, 2011

الفَوَائِد مِن قِصَّةِ عُرْوَةَ الْبَارِقِيِّ

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمْ السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

فوائد قصة الأسبوع (رقم 42) /16/11/1432هـ

رَبِّ اغْفِرْ لِيَّ وَلِوَالِدَيَّ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِيْ صَغِيْرَا

اللهمَّ ارْزُقْنا الْفِرْدَوْسَ الأعلى مِنْ غَيْرِ عِتَابٍ ولا حِسَابٍ ولا عَذَابْ

(الفَوَائِد مِن قِصَّةِ عُرْوَةَ الْبَارِقِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه)

---------------------------

عَنْ عُرْوَةَ بْنَ أَبِي الْجَعْدِ الْبَارِقِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَاهُ دِينَارًا يَشْتَرِي لَهُ شَاةً فَاشْتَرَى لَهُ شَاتَيْنِ فَبَاعَ إِحْدَاهُمَا بِدِينَارٍ فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِدِينَارٍ وَشَاةٍ فَدَعَا لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْبَرَكَةِ في رواية: " اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُ فِي صَفْقَةِ يَمِينِهِ"

"فَكَانَ لَوْ اشْتَرَى التُّرَابَ لَرَبِحَ فِيهِ" في رواية: "فَكَانَ مِنْ أَكْثَرِ أَهْلِ الْكُوفَةِ مَالاً"

في رواية: قال عروة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه:" فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي أَقِفُ بِكُنَاسَةِ الْكُوفَةِ فَأَرْبَحُ أَرْبَعِينَ أَلْفًا قَبْلَ أَنْ أَصِلَ إِلَى أَهْلِي"

 

رواه البخاري في صحيحه 3370 ورواه أحمد 18554وأبوداود 2937 والترمذي 1179 وابن ماجة 2393والبيهقي في الكبرى 6/112 والطبراني في الكبير 13852 والحميدي في المسند 882 والدارقطني في السنن 2861

---------------------------

الفوائد – والله أعلم

1-                       من علامات صدق نبوة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه مجاب الدَّعوة.. وأمثلته كثيرة سبق ذكرها

المثال1-المثال2-المثال3-المثال4-المثال5-المثال6- المثال7- المثال8المثال9المثال10

المثال11المثال12المثال13المثال14المثال15المثال16المثال17المثال18

2-                       أنّ الله يبارك في التجارة ولو كانت الأرباح أضعاف المبالغ المتاجر فيها ويمحق الله الربا ولو كان يسيراً

قال تعالى:"وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا"البقرة 275

3 – بركة التجارة. قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا"رواه البخاري 1937 ومسلم 2825

4-الثقة بالآخرين و منح من يعمل لديك (مِنَ المسلمين) أو في شركتك الثـقة

5-منح الصلاحيات لمن كان أهلاً لها.. عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ:" أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نُنَزِّلَ النَّاسَ مَنَازِلَهُمْ"ذكره مسلم في أول الصحيح تعليقا قال الحاكم: حديث صحيح

6- المهارة في أداء الأعمال مطلوبة في رواية (فساوَمتُ صاحبه فاشتريت منه شاتين بدينار فجئت أسوقها فلقيني رجل فساومني فبعته شاة بدينار)

7- جواز السَّوم (المساومة أو المكاسرة) في البيع والشراء وأنّــه لا يقدح في مروءة الإنسان

8- مشروعية الحوافز للموظفين.. والحافز كان هنا أعظم حافز ..دعاؤه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

9- الثناء على من أحسن إليك ومكافأته ولو بالدعاء قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" مَنْ صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُونَهُ فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَرَوْا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ"رواه أبوداود وأحمد والنسائي وصححه الألباني

10- الدعاء وأهميته في جلب الارزاق.. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"اللَّهُمَّ ارْزُقْ آلَ مُحَمَّدٍ قُوتًا"رواه البخاي 5979 ومسلم 5273

11- حسن التعامل مع الموظفين وذلك من ردّ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجميل

12- الإسلام دين العمل ونبذ الكسل قال تعالى:"فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ."الجمعة 10

13- الحث على استعمال العقل والتخطيط والتفكير حال المشاريع

14- ليست العبرة بالكثرة بل العبرة بالبركة .. فَدَعَا لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْبَرَكَةِ

15 - أمانة الصحابي عروة البارقي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه في رد ما فاض من مال .عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:" التَّاجِرُ الصَّدُوقُ الْأَمِينُ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ" رواه الترمذي 1130 وحسنه وقال الألباني:صحيح لغيره

16- بركة التقوى ومراقبة الله في السر والعلانية...لما كان أميناً في ردّ الدينار أخلف الله عليه بآلافٍ مؤلــّفَة..قال ابن القيم رحمه الله:" ولو اتقى الله السارق وترك سرقة المال المعصوم لله لآتاه الله مثله حلالاً"الفوائد ص107....وأنا أقول والله أعلم: بل يؤتيه اللــهُ أضعافه حلالا..لمفهوم هذا الحديث ولأن الله شـــــكـــــــــور

17 - كثرة الرزق لا تأتي بقوة الحيلة وإنما (اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ)الرعد 26

18- لا بأس أن يكون الربح بنسبة 100% لو كان عن تراضٍ ولم يغبن المشتري قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"إِنَّمَا الْبَيْعُ عَنْ تَرَاضٍ" رواه ابن حبان5057 وابن ماجه2176 وصححه الألباني

وما يقوله بعض العوام من أنه لا يجوز أن يربح أكثر من (10%) أي: عشر الثمن أو نصف الثمن كل ذلك معارض للشرع، فالشرع أطلق البيع

19- الأصل في المعاملات بين المسلمين الحلّ و الصّحة قال تعالى:"وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا"البقرة 275

20- حب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأصحابه رضي الله عنهم بادخاله السعادة عليهم بتوكيلهم ببعض شأنه.

21- من يكون جديراً بتوصيل الرسالة و تعليم الأمة بعد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فهو قطعاً جديرٌ بما هو أقل و هو الوكالة في البيع و الشراء.

22- فضل الصحابة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهم بأن أخبرونا على ما يدل على صدق رسالة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بنشر معجزاته التى عاينوها (قال عروة:" فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي أَقِفُ بِكُنَاسَةِ الْكُوفَةِ فَأَرْبَحُ أَرْبَعِينَ أَلْفًا قَبْلَ أَنْ أَصِلَ إِلَى أَهْلِي")

23- جواز الوكالة ..قال ابن عبد البر رحمه الله: ولا خلاف في جواز الوكالة عند العلماء . وقد اختلف العلماء أيضا في معنى هذا الحديث في الوكيل يشتري زيادة على ما وُكِّل به هل يلزم الآمر ذلك أم لا ؟ كرجل قال له رجل : اشتر لي بهذا الدرهم رطل لحم صفته كذا فاشترى له أربعة أرطال من تلك الصفة بذلك الدرهم ، والذي عليه مالك وأصحابه : أن الجميع يلزمه إذا وافق الصفة وزاد من جنسها لأنه محسن وهذا الحديث يعضد قولهم في ذلك ، وهو حديث جيد ، وفيه ثبوت صحة ملك النبي عليه السلام للشاتين ، ولولا ذلك ما أخذ منه الدينار ولا أمضى له البيع اهـ التمهيد(2/108)

24- على الوكيل أن يتصرف لمصلحة موكله..لأنه ينزل منزلة الأصيل (الموَكّــل)

25-ورع الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ و عدم قبوله الدينار والشاة إلا بعد سؤاله ( في رواية قال صنعت كيف؟ فحدثته الحديث فقال اللهم بارك له في صفقة يمينه)

26- الإقرار من الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَدّ سنّةً تقريرية و هنا كان الاقرار و الاستحسان لصنيعه بالدعاء له بالخير و البركة (فقال اللهم بارك له في صفقة يمينه)

27- فضل عُروة البارقي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه وحرصه على اتباع هدي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قوله (مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ) فذاد الصاحبي الجليل عن مقصود النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نفعاً.

28 – جواز بيع الفضولي _هو من يتصرف في مال الغير بلا وكالة ولا وصاية ولا ولاية_ إن أجازه صاحب المال

تفصيل المسألة في 6 دقائق لشيخنا الدكتور محمد حسن عبدالغفارحفظه اللهاضغط هنا

29 – جواز الاتــّجَار فِي مَال الغير بغير علمه إن خشيت فساده (كفاكهة) أو كساده (كملابس شتوية قبل الصيف) أو نفاده (كمال يتيم بلغ النصاب)..بقياس الأولى على حديث عُروة البارقي

قَالَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه:" ابْتَغُوا بِأَمْوَالِ الْيَتَامَى لاَ تَأْكُلُهَا الصَّدَقَةُ." أخرجه الدارقطني 1996والبيهقي2414 إسناده صحيح وله شواهد

30 – فضل التابعين و حرصهم على تحري صحة الأحاديث المنسوبة للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (قال سفيان: كان الحسن بن عمارة جاءنا بهذا الحديث عنه، قال: سمعه شبيب من عروة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه ، فأتيته، فقال شبيب: إني لم أسمعه من عروة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه ، قال: سمعت الحي يخبرونه عنه )

-----------

الفائدة الحديثية لطلبة العلم :

إسناد الحديث "قال البخاري: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا شَبِيبُ بْنُ غَرْقَدَةَ قَالَ سَمِعْتُ الْحَيَّ يُحَدِّثُونَ عَنْ عُرْوَةَ البارقي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه "

يقول الحافظ ابن حجر : "  توقف الشافعي فيه فتارة قال : لا يصح لأن هذا الحديث غير ثابت ، وهذه رواية المزني عنه ، وتارة قال : إن صح الحديث قلت به ، وهذه رواية البويطي.. وأما قول الخطابي والبيهقي وغيرهما : أنه غير متصل لأن الحي لم يسم أحد منهم فهو على طريقة بعض أهل الحديث يسمون ما في إسناده مبهم مرسلاً أو منقطعاً ، والتحقيق إذا وقع التصريح بالسماع أنه متصل في إسناده مبهم ، إذ لا فرق فيما يتعلق بالاتصال والانقطاع بين رواية المجهول والمعروف ، فالمبهم نظير المجهول في ذلك ، ومع ذلك فلا يقال في إسناد صرح كل من فيه بالسماع من شيخه إنه منقطع وإن كانوا أو بعضهم غير معروف ."فتح الباري : (10/437 ) .

وقال الحافظ:" وزعم ابن القطان أن البخاري لم يرد بسياق هذا الحديث إلا حديث الخيل ولم يرد حديث الشاة وبالغ في الرد على من زعم أن البخاري أخرج حديث الشاة محتجا به ؛ لأنه ليس على شرطه لإبهام الواسطة فيه بين شبيب وعروة ، وهو كما قال لكن ليس بذلك ما يمنع تخريجه ولا ما يحطه عن شرطه ، لأن الحي يمتنع في العادة تواطؤهم على الكذب ، ويضاف إلى ذلك ورود الحديث من الطريق التي هي الشاهد لصحة الحديث" فتح الباري : (10/437 ) .

ومناقشة أدلة من ضعف الحديث والرد عليها حديثياً في هذا التفصيل في 21 دقيقة لشيخنا الدكتور محمد حسن عبدالغفارحفظه الله اضغط هنا

-----------

في الختام لا أملك إلا أن أقول جزاكم الله خيرا

هذه الفوائد نفيسة وجليلة ولا أعلمها جمعت في كتاب فهي منكم وإليكم...فانشروها بارك الله فيكم

ولو تأملنا أكثر لاستخرجنا أكثر

وأسأل الله لي ولكم التوفيق شاكرا لكم حُسْن متابعتكم

لتلقي حديث اليوم على بريدك الخاص ابعث رسالة فارغة بعنوان "حديث اليوم"

إلى hadith-alyoum55+subscribe@googlegroups.com

وإلـى اللـقـاء فـي الـحـديـث الـقـادم "إن شـاء الله"

1 comment: