Thursday, September 8, 2011

فوائد قصة عبدالله بن المغفل الطريفة

إخواني أخواتي متابعي حديـث اليوم السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

تحية زاكية كزهرة معطرة على طبق من اللجين والعسجد

في كل خميس نرسل قصة من ما صح من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وكنا قد طلبنا منكم في الأسبوع الماضي أن تتفضلوا علينا بما يفتح الله عليكم من فوائد قصة عبدالله بن المغفل الطريفة

فكان تجاوبكم رائعا مثمرا سحّاً غدقاً همعاّ طبقاً مجللا

 عدد الذي شاركوا في الفوائد (12) بالإضافة إلى ما قاله شراح الحديث (ابن حجر والنووي)

بحق هذه الأمة مباركة لحبها لسنة نبيها فهو القائل (صلى الله عليه وسلم):"مَثَلُ أُمَّتِي مَثَلُ الْمَطَرِ لَا يُدْرَى أَوَّلُهُ خَيْرٌ أَمْ آخِرُهُ" رواه الترمذي 2795 السلسلة الصحيحة 2286

 فهذه هي الفوائد شكر الله لكل من أرسل بفائدة

وإنما السيل اجتماع النُقَط:

1.  الحياء من أهل الصلاح يستجر الحياء من الله ... كما قال (أوصيك أن تستحي من الله عز وجل كما تستحي رجلا من صالحي قومك) رواه الطبراني في الكبير 5406 السلسلة الصحيحة741

2.  هيبة رسول الله التي جعلها الله في القلوب ... عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ فَكَلَّمَهُ فَجَعَلَ تُرْعَدُ فَرَائِصُهُ فَقَالَ لَهُ هَوِّنْ عَلَيْكَ فَإِنِّي لَسْتُ بِمَلِكٍ إِنَّمَا أَنَا ابْنُ امْرَأَةٍ تَأْكُلُ الْقَدِيدَ.. رواه ابن ماجة 3303 السلسلة الصحيحة1876

3.  بعض الناس مجرد الابتسام كاف في بيان خطئه و كل لبيب بالإشارة يفهم

4.  فضل عبد الله بن مغفل أنه ذكر ما يستحيا منه _لنا_ لأجل العلم ولم يكتم ما دار في خلده..(ذكر ما يستحيا منه جائز لأجل التعليم والتعلم فقط)

5.  استعمال الحكمة حال الموعظة ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ) النحل 125

6.  دليل على ان الرفق اوقع فى إرسال الرسالة من المعلم الى المتلقي (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الْأَمْرِ كُلِّهِ) .. رواه البخاري 5565 رواه مسلم 4027

7.  فطنة و فراسة رسول الله صلى الله عليه و سلم لما جال فى خاطر عبدالله بن مغفل :" لَا أُعْطِي الْيَوْمَ أَحَدًا مِنْ هَذَا شَيْئًا"

8.  محبة النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة ورفقه بهم فهو لم ينهره أو يزجره بل تبسم من فعلته.

9.  مكابدة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى سبيل الفتح و نشر كلمة التوحيد

10. قلة الزاد و العتاد لم يكن سبابا فى ترك الفتح و الجهاد

11. فيه اباحة ذبائح اهل الكتاب وَلَوْ كَانُوا أَهْل حَرْب دون الاستفسار او الاستفصال اذكر اسم الله عليه ام  لا ....فتح الباري لابن حجر15-452 ( الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ ) المائدة 5

12. عدم التسرع لأنه قد يورث الندم قال النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشَجِّ عَبْدِ الْقَيْسِ إِنَّ فِيكَ خَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ الْحِلْمُ وَالْأَنَاةُ .. رواه مسلم 24

13. من المعلوم  ان الشحوم كانت محرمة على اهل الكتاب(اهل خيبر) ومع ذلك اقر النبي عليه الصلاة والسلام عبد الله بن المغفل على اخذه للجراب. وهذه القاعدة تعرف عند السادة العلماء بـ (اختلاف الأيدي يؤدي إلى اختلاف الأحكام)

14. من سبل الرزق التي قدرها الله كوناً وشرعاً الجهاد في سبيل الله لقوله عليه الصلاة والسلام (جُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي) رواه  أحمد 4868 صحيح الجامع 5142

15. جواز الأكل من طعام الغنيمة في دار الحرب وأنه لا يدخل في غلول الغنائم كما بوب النووي في مسلم وهو أحد أبواب البخاري

16. قرب القائد المحنك من افراد جيشه له أثر عظيم لانضباط الجيش وحماسته

17. عدم التسخط على قدر الله وما يحل بنا من ابتلاء والرضا بذلك...تأسيا برسول الله عليه الصلاة والسلام وبالصحابة

18. التَّنَزُّه عَنْ خَوَارِم الْمُرُوءَة....فتح الباري لابن حجر9-421

19. كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ رواه الترمذي 2423 صحيح الجامع 8644... قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنْ تَغْفِرْ اللَّهُمَّ تَغْفِرْ جَمَّا وَأَيُّ عَبْدٍ لَكَ لَا أَلَمَّا رواه الترمذي 3206 صحيح الجامع2297.. و يدل علي ذلك مخالفة الصحابي الجليل ( من شدة جوعه ) للأولى حينها (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) الحشر 9

20. بعض الفوائد التفصيلية لطلبة العلم (خاصة)

- الصحابي الجليل عبد الله بن المغفل روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة وأربعون حديثا اتفق البخاري ومسلم منها على أربعة وانفرد البخاري بحديث ومسلم بآخر (تهذيب الأسماء واللغات للنووي 1/272) .

- في الإسناد (حميد بن هلال العدوي )من العلماء الثقات ونقل يحيى بن سعيد القطان عن محمد بن سيرين أنه كان لا يرضاه ، قال أهل العلم بسبب دخوله في عمل السلطان . وفي تخريج الشيخين لحديثه (وقد تفرد به) دلالة على عدم اعتبار ذلك تضعيفاً وهو الراجح الصحيح .

- قوله :" لا أعطي اليوم أحداً من هذا شيئاً" تفرد بها مسلم عن البخاري

-      جاءت زيادة صحيحة في مسند أبي داود الطيالسي 1/123 من حديث سليمان بن المغيرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعبد الله بن المغفل رضي الله عنه "هو لك" . وهذه زيادة مفيدة نص في إباحة الشحم له .

- وفي السيرة لابن إسحاق 4/310 قال : حدثني من لا أتهم عن عبدالله بن مغفل المزني قال أصبت من فئ خيبر جراب شحم فاحتملته على عاتقي إلى رحلي واصحابي قال فلقيني صاحب المغانم الذي جعل عليها فأخذ بناحيته وقال هلم هذا نقسمه بين المسلمين قال قلت لا والله لا أعطيكه قال فجعل يجاذبني الجراب قال فرآنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نصنع ذلك قال فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ضاحكا ثم قال لصاحب المغانم لا أبا لك خل بينه وبينه قال فأرسله فانطلقت به إلى رحلي وأصحابي فأكلناه . والإسناد فيه جهالة ولكن يستأنس به .

- وقال أبو نعيم في الحلية 2/253 بعد أن ساق الحديث بأسانيده : رواه يحيى بن سعيد القطان ، عن سليمان بن المغيرة ، وقال : قال لي سفيان الثوري : ليس لأهل البصرة حديث أشرف من هذا .

- بوب البخاري لهذا الحديث ( بَاب مَا يُصِيبُ مِنْ الطَّعَامِ فِي أَرْضِ الْحَرْبِ) -و- (بَاب غَزْوَةِ خَيْبَرَ ) –و- (بَاب ذَبَائِحِ أَهْلِ الْكِتَابِ وَشُحُومِهَا مِنْ أَهْلِ الْحَرْبِ وَغَيْرِهِمْ)

- قال النووي في شرح مسلم : فِي هَذَا الْحَدِيث : دَلِيل لِجَوَازِ أَكْل شُحُوم ذَبَائِح الْيَهُود وَإِنْ كَانَتْ شُحُومهَا مُحَرَّمَة عَلَيْهِمْ ، وَهُوَ مَذْهَب مَالِك وَأَبِي حَنِيفَة وَالشَّافِعِيّ وَجَمَاهِير الْعُلَمَاء ، قَالَ الشَّافِعِيّ وَأَبُو حَنِيفَة وَالْجُمْهُور : لَا كَرَاهَة فِيهَا ، قَالَ مَالِك : هِيَ مَكْرُوهَة ، قَالَ أَشْهَب وَابْن الْقَاسِم الْمَالِكِيَّانِ وَبَعْض أَصْحَاب أَحْمَد : هِيَ مُحَرَّمَة وَحُكِيَ هَذَا أَيْضًا عَنْ مَالِك ، وَاحْتَجَّ الشَّافِعِيّ وَالْجُمْهُور بِقَوْلِهِ تَعَالَى : { وَطَعَام الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَاب حِلّ لَكُمْ } قَالَ الْمُفَسِّرُونَ : الْمُرَاد بِهِ الذَّبَائِح ، وَلَمْ يَسْتَثْنِ مِنْهَا شَيْئًا لَا لَحْمًا وَلَا شَحْمًا وَلَا غَيْره .

-  قال النووي في شرح مسلم : وَفِيهِ : حِلّ ذَبَائِح أَهْل الْكِتَاب ، وَهُوَ مُجْمَع عَلَيْهِ ، وَلَمْ يُخَالِف إِلَّا الشِّيعَة ، وَمَذْهَبنَا وَمَذْهَب الْجُمْهُور : إِبَاحَتهَا سَوَاء سَمَّوْا اللَّه تَعَالَى عَلَيْهَا أَمْ لَا . وَقَالَ قَوْم : لَا يَحِلّ إِلَّا أَنْ يُسَمُّوا اللَّه تَعَالَى ، فَأَمَّا إِذَا ذَبَحُوا عَلَى اِسْم الْمَسِيح أَوْ كَنِيسَة وَنَحْوهَا فَلَا تَحِلّ تِلْكَ الذَّبِيحَة عِنْدنَا ، وَبِهِ قَالَ جَمَاهِير الْعُلَمَاء . وَاَللَّه أَعْلَم .

في الختام لا أملك إلا أن أقول ما شاء الله ما شاء الله

ولو تأملنا أكثر لاستخرجنا أكثر

2 comments:

  1. http://hadeethalyoum.blogspot.com/2011/09/blog-post_8406.html

    ReplyDelete
  2. (قِصَةٌ طَرِيفَةٌ فِي حِصَارِ خَيبَر)

    عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:" كُنَّا مُحَاصِرِينَ قَصْرَ خَيْبَرَ فَرَمَى إِنْسَانٌ بِجِرَابٍ فِيهِ شَحْمٌ"

    قَالَ :"فَنَزَوْتُ لِآخُذَهُ فَالْتَزَمْتُهُ "فَقُلْتُ :" لَا أُعْطِي الْيَوْمَ أَحَدًا مِنْ هَذَا شَيْئًا"

    قَالَ :"فَالْتَفَتُّ فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَبَسِّمًا"

    قَالَ :" فَاسْتَحْيَيْتُ مِنْهُ"

    رواه البخاري 2920-3892-5084 ورواه مسلم 3320-3321

    ) معاني المفردات(

    ( قَصْرَ خَيْبَرَ) : فِي حِصَارِ غَزوَةِ خَيْبَرَ

    ( فَرَمَى إِنْسَان ) : لِأَبِي دَاوُدَ "دُلِّيَ بِجِرَابِ"

    ( فَنَزَوْت ) : أَيْ وَثَبْت مُسْرِعًا

    ( الْجِرَاب ): وَهُوَ وِعَاء مِنْ جِلْد

    ReplyDelete