بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمْ
السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ
قصة الأسبوع / الخميس / 29/05/1431هـ
رَبِّ اغْفِرْ لِيَّ وَلِوَالِدَيَّ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِيْ صَغِيْرَا
اللهمَّ ارْزُقْنِي الْفِرْدَوْسَ الأعلى مِنْ غَيْرِ عِتَابٍ ولا حِسَابٍ ولا عَذَابْ
(قصة طريفة لأبي هريرة مع النبي الأمين!!)
حَدَّثَنَا مُجَاهِدٌ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – كَانَ يَقُولُ:" آللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ(1) إِنْ كُنْتُ لَأَعْتَمِدُ بِكَبِدِي عَلَى الْأَرْضِ(2) مِنْ الْجُوعِ وَإِنْ كُنْتُ لَأَشُدُّ الْحَجَرَ (3) عَلَى بَطْنِي مِنْ الْجُوعِ وَلَقَدْ قَعَدْتُ يَوْمًا عَلَى طَرِيقِهِمْ (4) الَّذِي يَخْرُجُونَ مِنْهُ."
فَمَرَّ أَبُو بَكْرٍ فَسَأَلْتُهُ عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَا سَأَلْتُهُ إِلَّا لِيُشْبِعَنِي فَمَرَّ وَلَمْ يَفْعَلْ
ثُمَّ مَرَّ بِي عُمَرُ فَسَأَلْتُهُ عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَا سَأَلْتُهُ إِلَّا لِيُشْبِعَنِي فَمَرَّ فَلَمْ يَفْعَلْ
ثُمَّ مَرَّ بِي أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم فَتَبَسَّمَ حِينَ رَآنِي وَعَرَفَ مَا فِي نَفْسِي وَمَا فِي وَجْهِي
ثُمَّ قَالَ:" يَا أَبَا هِرٍّ قُلْتُ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الْحَقْ بنا."
وَمَضَى فَتَبِعْتُهُ فَدَخَلَ فَاسْتَأْذَنَ فَأَذِنَ لِي فَدَخَلَ فَوَجَدَ لَبَنًا فِي قَدَحٍ
فَقَالَ:" مِنْ أَيْنَ هَذَا اللَّبَنُ" قَالُوا:" أَهْدَاهُ لَكَ فُلَانٌ أَوْ فُلَانَةُ"
قَالَ:" أَبَا هِرٍّ "قُلْتُ :"لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ "قَالَ:" الْحَقْ إِلَى أَهْلِ الصُّفَّةِ (5)فَادْعُهُمْ لِي"
قَالَ :"وَأَهْلُ الصُّفَّةِ أَضْيَافُ الْإِسْلَامِ(6) لَا يَأْوُونَ(7) إِلَى أَهْلٍ وَلَا مَالٍ وَلَا عَلَى أَحَدٍ إِذَا أَتَتْهُ صَدَقَةٌ بَعَثَ بِهَا إِلَيْهِمْ وَلَمْ يَتَنَاوَلْ مِنْهَا شَيْئًا وَإِذَا أَتَتْهُ هَدِيَّةٌ أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ وَأَصَابَ مِنْهَا وَأَشْرَكَهُمْ فِيهَا."
فَسَاءَنِي ذَلِكَ(8) فَقُلْتُ :"وَمَا هَذَا اللَّبَنُ فِي أَهْلِ الصُّفَّةِ كُنْتُ أَحَقُّ أَنَا أَنْ أُصِيبَ مِنْ هَذَا اللَّبَنِ شَرْبَةً أَتَقَوَّى بِهَا فَإِذَا جَاءَ أَمَرَنِي فَكُنْتُ أَنَا أُعْطِيهِمْ "
"وَمَا عَسَى أَنْ يَبْلُغَنِي مِنْ هَذَا اللَّبَنِ وَلَمْ يَكُنْ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ وَطَاعَةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُدٌّ"
فَأَتَيْتُهُمْ فَدَعَوْتُهُمْ فَأَقْبَلُوا فَاسْتَأْذَنُوا فَأَذِنَ لَهُمْ وَأَخَذُوا مَجَالِسَهُمْ مِنْ الْبَيْتِ
قَالَ:" يَا أَبَا هِرٍّ" قُلْتُ :"لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ "
قَالَ:" خُذْ فَأَعْطِهِمْ"
قَالَ فَأَخَذْتُ الْقَدَحَ فَجَعَلْتُ أُعْطِيهِ الرَّجُلَ فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى ثُمَّ يَرُدُّ عَلَيَّ الْقَدَحَ فَأُعْطِيهِ الرَّجُلَ فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى ثُمَّ يَرُدُّ عَلَيَّ الْقَدَحَ فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى ثُمَّ يَرُدُّ عَلَيَّ الْقَدَحَ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ رَوِيَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ فَأَخَذَ الْقَدَحَ فَوَضَعَهُ عَلَى يَدِهِ فَنَظَرَ إِلَيَّ فَتَبَسَّمَ
فَقَالَ:" أَبَا هِرٍّ" قُلْتُ:" لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ" قَالَ :"بَقِيتُ أَنَا وَأَنْتَ "قُلْتُ:" صَدَقْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ" قَالَ:" اقْعُدْ فَاشْرَبْ" فَقَعَدْتُ فَشَرِبْتُ فَقَالَ:" اشْرَبْ فَشَرِبْتُ "
فَمَا زَالَ يَقُولُ:" اشْرَبْ" حَتَّى قُلْتُ:" لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أَجِدُ لَهُ مَسْلَكًا "
قَالَ: "فَأَرِنِي" فَأَعْطَيْتُهُ الْقَدَحَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَسَمَّى(9) وَشَرِبَ الْفَضْلَةَ(10)
رواه البخاري 5971
)معاني المفردات(
1. ( آللَّه الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ ) أي: والله بحُذِفَ حَرْف الْقَسَم، وَثَبَتَ فِي رِوَايَة بإثبات الْوَاوِ فِي أَوَّله.
2. ( لأعتمد بكبدي ) ألصق بطني بالأرض .
3. ( لأشد ) أربط وفائدة شد الحجر المساعدة على الاعتدال والقيام .
4. ( طريقهم ) أي النبي صلى الله عليه و سلم وأصحابه رضي الله عنهم .
5. (الصُّفَّة) مَكَان فِي مُؤَخَّر الْمَسْجِد النَّبَوِيّ مُظَلَّل أُعِدّ لِنُزُولِ الْغُرَبَاء فِيهِ مِمَّنْ لَا مَأْوَى لَهُ وَلَا أَهْل.
6. ( أضياف الإسلام ) ضيوف المسلمين .
7. ( يأوون ) ينزلون ويلتجئون .
8. ( فساءني ذلك ) أهمني وأحزنني .
9. ( فَحَمِدَ اللَّه وَسَمَّى) أَيْ: حَمِدَ اللَّه عَلَى مَا مَنَّ بِهِ مِنْ الْبَرَكَة الَّتِي وَقَعَتْ فِي اللَّبَن الْمَذْكُور مَعَ قِلَّته حَتَّى رَوِيَ الْقَوْم كُلّهمْ وَأَفْضَلُوا ، وَسَمَّى فِي اِبْتِدَاء الشُّرْب عليه الصلاة والسلام.
10.( وَشَرِبَ الْفَضْلَة ) أَيْ: الْبَقِيَّة.
No comments:
Post a Comment