السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ
اللهمَّ ارْزُقْنا الْفِرْدَوْسَ الأعلى مِنْ غَيْرِ عِتَابٍ ولا حِسَابٍ ولا عَذَابْ
رَبِّ اغْفِرْ لِيَّ وَلِوَالِدَيَّ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِيْ صَغِيْرَا
حَدِيثُ الْيَوْم /07/08/1436هـ
سلسلة : أشراط الساعة الحلقة 98 - أشراط الساعة الصغرى-71
(فتنة الأحلاس والسراء والدهيماء)
عَنْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ كُنَّا قُعُودًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ الْفِتَنَ فَأَكْثَرَ فِي ذِكْرِهَا حَتَّى ذَكَرَ فِتْنَةَ الْأَحْلَاسِ
فَقَالَ قَائِلٌ :"يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا فِتْنَةُ الْأَحْلَاسِ؟"
قَالَ :"هِيَ هَرَبٌ وَحَرْبٌ"
"ثُمَّ فِتْنَةُ السَّرَّاءِ دَخَنُهَا مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنِّي وَلَيْسَ مِنِّي وَإِنَّمَا أَوْلِيَائِي الْمُتَّقُونَ ثُمَّ يَصْطَلِحُ النَّاسُ عَلَى رَجُلٍ كَوَرِكٍ عَلَى ضِلَعٍ"
"ثُمَّ فِتْنَةُ الدُّهَيْمَاءِ لَا تَدَعُ أَحَدًا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا لَطَمَتْهُ لَطْمَةً فَإِذَا قِيلَ انْقَضَتْ تَمَادَتْ يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا حَتَّى يَصِيرَ النَّاسُ إِلَى فُسْطَاطَيْنِ فُسْطَاطِ إِيمَانٍ لَا نِفَاقَ فِيهِ وَفُسْطَاطِ نِفَاقٍ لَا إِيمَانَ فِيهِ فَإِذَا كَانَ ذَاكُمْ فَانْتَظِرُوا الدَّجَّالَ مِنْ يَوْمِهِ أَوْ مِنْ غَدِهِ"
رواه أبوداود 3704 وأحمد 5892 وصححه الألباني في الصحيحة ( 972 )
عون المعبود في شرح سنن أبي داود 9/286 :
( الفتن ): أي الواقعة في آخر الزمان
( فتنة الأحلاس ) : قال في النهاية : الأحلاس جمع حلس وهو الكساء الذي يلي ظهر البعير تحت القتب ، شبهها به للزومها ودوامها . انتهى .
وقال الخطابي : إنما أضيفت الفتنة إلى الأحلاس لدوامها وطول لبثها أو لسواد لونها وظلمتها
( هي ) أي فتنة الأحلاس
( هرب ) : بفتحتين ، أي يفر بعضهم من بعض لما بينهم من العداوة والمحاربة قاله القاري
( وحرب ) : في النهاية الحرب بالتحريك نهب مال الإنسان وتركه لا شيء له انتهى .
وقال الخطابي : الحرب ذهاب المال والأهل
( ثم فتنة السراء ) : قال القاري : والمراد بالسراء النعماء التي تسر الناس من الصحة والرخاء والعافية من البلاء والوباء ، وأضيفت إلى السراء لأن السبب في وقوعها ارتكاب المعاصي بسبب كثرة التنعم أو لأنها تسر العدو انتهى .
( دخنها ) : يعني ظهورها وإثارتها شبهها بالدخان المرتفع ، والدخن بالتحريك مصدر دخنت النار تدخن إذا ألقي عليها حطب رطب فكثر دخانها
( من تحت قدمي رجل من أهل بيتي ) : تنبيها على أنه هو الذي يسعى في إثارتها أو إلى أنه يملك أمرها
( يزعم أنه مني ) : أي في الفعل وإن كان مني في النسب والحاصل أن تلك الفتنة بسببه وأنه باعث على إقامتها
( وليس مني ) : أي من أخلائي أو من أهلي في الفعل لأنه لو كان من أهلي لم يهيج الفتنة ونظيره قوله تعالى : { إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح } أو ليس من أوليائي في الحقيقة ، ويؤيده قوله ( وإنما أوليائي المتقون )
قال الأردبيلي : فيه إعجاز وعلم للنبوة وفيه أن الاعتبار كل الاعتبار للمتقي وإن بعد عن الرسول في النسب ، وأن لا اعتبار للفاسق والفتان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن قرب منه في النسب انتهى .
( ثم يصطلح الناس على رجل ) : أي يجتمعون على بيعة رجل
( كورك على ضلع ) : قال الخطابي : هو مثل ومعناه الأمر الذي لا يثبت ولا يستقيم وذلك أن الضلع لا يقوم بالورك . وبالجملة يريد أن هذا الرجل غير خليق للملك ولا مستقل به انتهى .
وفي النهاية : أي يصطلحون على أمر واه لا نظام له ولا استقامة لأن الورك لا يستقيم على الضلع ولا يتركب عليه لاختلاف ما بينهما وبعده ، والورك ما فوق الفخذ انتهى .
وقال القاري : هذا مثل والمراد أنه لا يكون على ثبات ، لأن الورك لثقله لا يثبت على الضلع لدقته ، والمعنى أنه يكون غير أهل للولاية لقلة علمه وخفة رأيه انتهى .
وقال الأردبيلي في الأزهار : يقال في التمثيل للموافقة والملائمة كف في ساعد وللمخالفة والمغايرة ورك على ضلع انتهى .
وفي شرح السنة . معناه أن الأمر لا يثبت ولا يستقيم له ، وذلك أن الضلع لا يقوم بالورك ولا يحمله ، وحاصله أنه لا يستعد ولا يستبد لذلك ، فلا يقع عنه الأمر موقعه كما أن الورك على ضلع يقع غير موقعه
( ثم فتنة الدهيماء ) : الدهماء السوداء والتصغير للذم أي الفتنة العظماء والطامة العمياء . قاله القاري .
وفي النهاية تصغير الدهماء الفتنة المظلمة والتصغير فيها للتعظيم وقيل أراد بالدهيماء الداهية ومن أسمائها الدهيم زعموا أن الدهيم اسم ناقة كان غزا عليها سبعة إخوة فقتلوا عن آخرهم وحملوا عليها حتى رجعت بهم فصارت مثلا في كل داهية
( لا تدع ) : أي لا تترك تلك الفتنة
( إلا لطمته لطمة ) : أي أصابته بمحنة ومسته ببلية ، وأصل اللطم هو الضرب على الوجه ببطن الكف ، والمراد أن أثر تلك الفتنة يعم الناس ويصل لكل أحد من ضررها
( فإذا قيل انقضت ) : أي فمهما توهموا أن تلك الفتنة انتهت
( تمادت ): أي بلغت المدى أي الغاية من التمادي وبتشديد الدال من التمادد تفاعل من المد أي استطالت واستمرت واستقرت قاله القاري
( مؤمنا ) : أي لتحريمه دم أخيه وعرضه وماله
( ويمسي كافرا ) : أي لتحليله ما ذكر ويستمر ذلك
( إلى فسطاطين ): أي فرقتين ، وقيل مدينتين ، وأصل الفسطاط الخيمة فهو من باب ذكر المحل وإرادة الحال قاله القاري
( فسطاط إيمان ) : بالجر على أنه بدل وبالرفع على أنه خبر مبتدإ محذوف أي إيمان خالص .
وإضافة الفسطاط إلى الإيمان إما بجعل المؤمنين نفس الإيمان مبالغة وإما بجعل الفسطاط مستعارا للكنف والوقاية على المصرحة أي هم في كنف الإيمان ووقايته . قاله القاري
( لا نفاق فيه ) : أي لا في أصله ولا في فصله من اعتقاده وعمله
( لا إيمان فيه ) : أي أصلا أو كمالا لما فيه من أعمال المنافقين من الكذب والخيانة ونقض العهد وأمثال ذلك
( فانتظروا الدجال ) : أي ظهوره .
والحديث سكت عنه المنذري . ورواه الحاكم وصححه وأقره الذهبي والله أعلم .
قلت : وهذه الفتن لم تظهر بعد والله أعلم...نسأل الله أن يكفينا شرها...وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن
-----------------------------
وأسأل الله لي ولكم التوفيق شاكرا لكم حُسْن متابعتكم
وإلـى اللـقـاء فـي الـحـديـث الـقـادم "إن شـاء الله"
No comments:
Post a Comment