رَبِّ اغْفِرْ لِيَّ وَلِوَالِدَيَّ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِيْ صَغِيْرَا
اللهمَّ ارْزُقْنا الْفِرْدَوْسَ الأعلى مِنْ غَيْرِ عِتَابٍ ولا حِسَابٍ ولا عَذَابْ
رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا
تذكرة: « مَنْ صَامَ رَمَضانَ ثُمَّ أَتَبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كانَ كصِيَامِ الدَّهْرِ » رواهُ مُسْلِمٌ
(فوائد مِن قِـصّة: إِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ خَيْرٌ مِنْكَ)
عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلًا مَرَّ عَلَى قَوْمٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ فَرَدُّوا عَلَيْهِ السَّلَامَ فَلَمَّا جَاوَزَهُمْ
قَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ :"وَاللَّهِ إِنِّي لَأُبْغِضُ هَذَا فِي اللَّهِ"
فَقَالَ أَهْلُ الْمَجْلِسِ:" بِئْسَ وَاللَّهِ مَا قُلْتَ أَمَا وَاللَّهِ لَنُنَبِّئَنَّهُ قُمْ يَا فُلَانُ فَأَخْبِرْهُ"
فَأَدْرَكَهُ رَسُولُهُمْ فَأَخْبَرَهُ بِمَا قَالَ
فَانْصَرَفَ الرَّجُلُ حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقَالَ:"يَا رَسُولَ اللَّهِ مَرَرْتُ بِمَجْلِسٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ فِيهِمْ فُلَانٌ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِمْ فَرَدُّوا السَّلَامَ فَلَمَّا جَاوَزْتُهُمْ أَدْرَكَنِي رَجُلٌ مِنْهُمْ فَأَخْبَرَنِي أَنَّ فُلَانًا قَالَ وَاللَّهِ إِنِّي لَأُبْغِضُ هَذَا الرَّجُلَ فِي اللَّهِ فَادْعُهُ فَسَلْهُ عَلَى مَا يُبْغِضُنِي"
فَدَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ عَمَّا أَخْبَرَهُ الرَّجُلُ فَاعْتَرَفَ بِذَلِكَ
وَقَالَ:"قَدْ قُلْتُ لَهُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ"
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"فَلِمَ تُبْغِضُهُ؟"
قَالَ:"أَنَا جَارُهُ وَأَنَا بِهِ خَابِرٌ وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُهُ يُصَلِّي صَلَاةً قَطُّ إِلَّا هَذِهِ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ الَّتِي يُصَلِّيهَا الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ"
قَالَ الرَّجُلُ:"سَلْهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ رَآنِي قَطُّ أَخَّرْتُهَا عَنْ وَقْتِهَا أَوْ أَسَأْتُ الْوُضُوءَ لَهَا أَوْ أَسَأْتُ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ فِيهَا"
فَسَأَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ
فَقَالَ:"لَا" ثُمَّ قَالَ :"وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُهُ يَصُومُ قَطُّ إِلَّا هَذَا الشَّهْرَ الَّذِي يَصُومُهُ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ"
قَالَ :"يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ رَآنِي قَطُّ أَفْطَرْتُ فِيهِ أَوْ انْتَقَصْتُ مِنْ حَقِّهِ شَيْئًا"
فَسَأَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ
فَقَالَ:"لَا" ثُمَّ قَالَ :"وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُهُ يُعْطِي سَائِلًا قَطُّ وَلَا رَأَيْتُهُ يُنْفِقُ مِنْ مَالِهِ شَيْئًا فِي شَيْءٍ مِنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِخَيْرٍ إِلَّا هَذِهِ الصَّدَقَةَ الَّتِي يُؤَدِّيهَا الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ"
قَالَ:"فَسَلْهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ كَتَمْتُ مِنْ الزَّكَاةِ شَيْئًا قَطُّ أَوْ مَاكَسْتُ فِيهَا طَالِبَهَا"
فَسَأَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ
فَقَالَ:"لَا"
فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"قُمْ إِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ خَيْرٌ مِنْكَ"
رواه أحمد22687 قال الهيثمي في المجمع 1/187: رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجال أحمد ثقات أثبات
(معاني المفردات)
مَاكَسْتُ فِيهَا طَالِبَهَا : المَكْسُ: النَّقْصُّ.. ماكس في البيع: طلب منه أن ينقص الثمن
إِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ خَيْرٌ مِنْكَ :إن بمعنى "ما" كقوله تعالى : "وإن هم إلا يظنون" ... " إن الكافرون إلا في غرور" ... "إن يتبعون إلا الظن"
طلبنا منكم في الأسبوع الماضي أن تتفضلوا علينا بما يفتح الله عليكم من فوائد القصة
فكان تجاوبكم رائعا مثمرا سحّاً غدقاً همعاّ طبقاً مجللا
عدد الذي شاركوا في الفوائد (6) حسين علوان –عامر طه –مصطفى عبدالباسط-رائد الدجني-عبدالله دقاق-العبد الفقير
1- فضل الصحابة و حرصهم على اتباع السنة – القاء التحية و ردها - لقول الله تبارك وتعالى: ( وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا) (النساء:86) و من الحديث فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ فَرَدُّوا عَلَيْهِ السَّلَامَ
2- الغيبة من الكبائر التي حذرنا الله منها و رسوله فمن الكتاب قال الله تعالى : (ولا يغتب بعضكم بعضـًا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتـًا فكرهتموه ، واتقوا الله إن الله توابٌ رحيم)(الحجرات/12) وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ((أتدرون ما الغيبة؟)) قالوا الله ورسوله أعلم ، قال : ((ذكرك أخاك بما يكره)) ، قيل إن كان في أخي ما أقول ؟ قال : ((إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته ، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته))(رواه أبو داود) .. أي : قال عليه ما لم يفعل .
3- فضل الصحابة و حرصهم على اتباع السنة – النهي عن المنكر و لا سيما الكبائر – فالصحابة رضي الله عنهم لم يرتضوا بقول صاحبهم على اخيه و زجروه. ومن الحديث بِئْسَ وَاللَّهِ مَا قُلْتَ
4- فضل الصحابة و حرصهم على اتباع السنة – رد الغيبة - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة" صححه الألباني. ومن الحديث بِئْسَ وَاللَّهِ مَا قُلْتَ أَمَا وَاللَّهِ لَنُنَبِّئَنَّهُ قُمْ يَا فُلَانُ فَأَخْبِرْهُ
5- اعتبار السكوت دليل على الرضا. و هذا ما لم يفعله الصحابة.
6- قبول خبر الاحاد.فالصحابه ارسلوا واحداَ منهم فقط ليقينهم ان الواحد خبره مصدق والصحابي صاحب الشكوى صدق ما اخبره به رسول القوم عن قول صاحبهم دون شك في خبره.
7- حسن خلق الصحابة – الحلم و الأناة صفتان محبوتان لله و لرسوله- قال رسول الله لأشجَّ عبد القيس _ : ( إن فيك لخصلتين يحبهما الله ورسوله : الحلم والأناة ) متفق عليه. فالصاحب الجليل رضي الله عنه لم يرجع لصاحبه الذي اغتابه و لم يفحش فيه القول بل ذهب لرسول الله صلى اله عليه و سلم. من الحديث فانصرف الرجل حتى اتى رسول اللَّهِ صلى الله عليه و سلم
8- فقه الصحابي رضي الله عنه و رجوعه و شكواه لرسول الله صلى الله عليه و سلم دون غيره – لا يجوز ان يسئل احد اذا وجد من هو اعلم منه- و الرسول صلى الله عليه وسلم يأتيه الوحي من الله. من الحديث فانصرف الرجل حتى اتى رسول اللَّهِ صلى الله عليه و سلم
9- صدق الصحابي و روايته ما حدث دون زيادة او نقصان – فاظهر فضل القوم انهم ردوا عليه السلام و انهم لم يرتضوا بما قال اخيهم- (فلا يعرف لأهل الفضل فضلهم الًا من كان من اهله) من الحديث يَا رَسُولَ اللَّهِ مَرَرْتُ بِمَجْلِسٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ فِيهِمْ فُلَانٌ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِمْ فَرَدُّوا السَّلَامَ
10- انصاف الصحابي رضي الله عنه.فهو لم يطلب سوى الحق و ان يبين له اخيه سبب بغضه له في الله ان كان محقا,فهو لم يدعي شيأ على اخيه بل طلب من رسول الله ان يدعوه ليبين له بكمال أدب وتواضع. من الحديث فَادْعُهُ فَسَلْهُ عَلَى مَا يُبْغِضُنِي
11- حرص النبي صلى الله عليه و سلم على اصلاح ذات البين و على نقاء نفوس المسلمين تجاه بعضهم البعض – دعوته للصحابي للتأكد من دعوى اخيه – (علاج الجرح اولى من تركه يتقيح) فلو ترك رسول سؤال الصاحب عن قوله في عرض اخيه لصارت عدواة و تغيظ في نفس الصحابي صاحب الشكوى. من الحديث فَدَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ عَمَّا أَخْبَرَهُ الرَّجُلُ
12- عدالة النبي صلى الله عليه و سلم و انتصاره للحق بدعوته للصاحب للتأكد من مقالته في اخيه. من الحديث فَدَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ عَمَّا أَخْبَرَهُ الرَّجُلُ
13- عدالة النبي صلى و رد الاعتبار لمن اخطئ عليه. من الحديث قُمْ إِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ خَيْرٌ مِنْكَ
14- الله عدل ينتصر لأولياءه و يرفع ذكرهم ( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) اوحى الله لنبيه صلى الله عليه و سلم بهذا
15- فضل النوافل. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن الله تعالى قال : من عادى لي ولياً ، فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته، كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني، أعطيته، ولئن استعاذني، لأعيذ نه )) رواه البخاري. فرسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتوجه باللوم على الصحابي الذي ظاهر حاله انه لا يأتي الَا بالفرائض فقط بل ذكر انه افضل من اخيه الذي اساء الظن به.
16- كمال الفرئض اولى من الانشغال بالنوافل مع تضييع الفرائض او نقصانها.(من انشغل بالنفل عن الفرض فهو مغبون و من انشغل بالفرض عن النفل فهو معذور)
17- اصلاح النفس و الانشغال بعيوبها اولى من الانشغال بالأخرين:
إذا رُمتَ أنْ تَحيا سَليماً مِن الأذى - وَ دينُكَ مَوفورٌ وعِرْضُكَ صَيِنُّ
لِسانُكَ لا تَذكُرْ بِهِ عَورَةَ امرئٍ - فَكُلُّكَ عَوراتٌ وللنّاسِ ألسُنُ
وعَيناكَ إنْ أبدَتْ إليكَ مَعايِباً - فَدَعها وَقُلْ يا عَينُ للنّاسِ أعيُـنُ
وعاشِرْ بِمَعروفٍ وسامِحْ مَن اعتَدى - ودَافع ولكن بالتي هِيَ أحسَنُ............ الامام الشافعي رحمه الله
و قديما قالواْ:
أرى كل إنسان يرى عيب غيره *** ويعمى عن العيب الذي هو فيه
وما خير من تخفى عليه عيوبه *** ويبدو له العيب الذي لأخيـه
18- النصيحة تكون على انفراد و في الخلوات و ليس على الملء لو صدقت النوايا:
تغمدني بنصحك في انفرادٍ .. وجنبني النصيحة في الجماعة .
فإن النصح بين الناس نوع .. من التوبيخ لا أرضى استماعه . ............ الامام الشافعي رحمه الله
19- حسن الظن بالأخرين من خلق المسلمين- فى الحديث أيضاً: "إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم".. وكان الإمام الشافعى رحمه الله يقول: "من احب أن يختم له بخير فليحسن الظن بالناس".
20- سوء عاقبة انتقاص اهل الفضل – ولا سيما العلماء –
21- التنطع مهلكة و البحث في امور الناس يؤدي لذلك – فالذي يبحث في امور الناس و يعيب عليهم عدم اظهارهم للنوافل يكون هو نفسه اقرب للمعاصي-
22- تفاوت درجات الصحابة الكرام,فمنهم من كان يظهر اعمال الخير و النوافل و منهم من كان يخيفها و منهم المجتهد في عبادته و المقل و الامثلة على ذلك كثيرة.
23- صراحة أصحاب الحبيب صلى الله عليه وسلم وانهم اتقياء انقياء اصفياء سرائرهم كعلانيتهم
24- جمال تربية الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه لأصحابه وتعليمهم وتأديبهم
25 – على القاضي والحكم أن يسمع الشكوى دون ملل أو سآمة
26 - ان لا يعجب احد منا بعبادته او عمله وان لا يحتقر عمل غيره وإن رأى من مسلم ما يظهر انه معصيه فالافضل ان يدعو لاخيه بالهدايه ولنفسه بان يشكر الله ان عافاه مما ابتلى غيره به
27 - الأعمال ليس بكثرتها وانما الاخلاص فيها اهم .. قال تعالى :"ليبلوكم أيكم أحسن عملا" ولم يقل أكثر عملا
و الله تعالى اعلم
وأسأل الله لي ولكم التوفيق شاكرا لكم حُسْن متابعتكم
لتلقي حديث اليوم على بريدك الخاص ابعث رسالة فارغة
hadith-alyoum55+subscribe@googlegroups.com
وإلـى اللـقـاء فـي الـحـديـث الـقـادم "إن شـاء الله"
No comments:
Post a Comment