بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمْ السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ
"الجواب عن قسم الصديق أبي بكر"
عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها ، قالت : لما نزلت (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ)
أقبلت العوراء أم جميل بنت حرب ولها وَلوَلة(1) وفي يدها فِهْرٌ (2)
وهي تقول : مُذَمَّـمَــًا (3) أَبينَا..ودينه قَلَينا(4)..وأمره عصينا
والنبي صلى الله عليه وسلم جالس في المسجد ومعه أبو بكر
فلما رآها أبو بكر قال :" يا رسول الله ، قد أقبلت وأنا أخاف أن تراك !"
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إنها لن تراني »
وقرأ قرآنا فاعتَصَم (5) به:وقرأ (إِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا (سورة الإسراء45) )
فَوَقَفَت عَلى أَبي بَكرٍ وَلَم تَرَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم فقالت : "يا أبا بكر ، إني أُخِبرتُ أنّ صَاحِبك هَجاني(6)".
فقال : لا ورب هذا البيت ما هجاك. فَوَلّت وهي تقول :"قد علمت قريش أني بنت سيدها"
قال الألباني في صحيح السيرة 1/138 :"أخرجه الحاكم ( 2 / 361 ) وقال : ( صحيح الإسناد ) ووافقه الذهبي وابن حبان ( 2103 ) وأبو نعيم ( ص 61 ) من طريق أخرى عن ابن عباس نحوه . وصححه ابن أبي حاتم"
السؤال : كيف يوجّه كلام أبي بكر حين أقسم لها قائلا :"لا ورب هذا البيت ما هجاك"
وقد قال الله عنها : وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5) ؟؟
الجواب تيلخص في أربعة أجوبة (مرتبة من الأضعف إلى الأقوى):
------------------
1- جواز التعريض بل والكذب الصريح حال الحرب
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"لَا يَصْلُحُ الْكَذِبُ إِلَّا فِي ثَلَاثٍ ...أَوْ كَذِبٍ فِي الْحَرْبِ."رواه أحمد 26326
فهذه المرأة جاءت محاربة فجاز ذلك من الصديق..وهذا التوجيه أضعف التوجيهات
2- أنّ الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يهجها وانما الله عزوجل هو من هجاها بأن أنزل فيها قرآنا يتلى إلى قيام الساعة.
وهذا التوجيه فيه ضعف من حيث أنّ من نقل هجاءك فقد هجاك حال إقراره
3- أنّ الهجاء يكون شعراً وما قاله النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان قرآنا لا شعرًا قال تعالى:" وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ"
وقال جل وعلا :" وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآَنٌ مُبِينٌ"
4- أنّ هذه الآية محض إخبار لا هجاء فيه
قال ابن كثير في تفسير هذه الآية يعني : تحمل الحطب فتلقي على زوجها ، ليزداد على ما هو فيه ، وهي مهيأة لذلك مستعدة له .
"فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ" قال مجاهد وعروة : من مسد النار .
وهذا ليس هجاءا بل هو إخبار عن حالها وزوجها في النار
------------------
أشكر الإخوة الذي ساهموا في التوجيهات..جزاكم الله خيرا
http://hadeethalyoum.blogspot.com/
وأسأل الله لي ولكم التوفيق شاكرا لكم حُسْن متابعتكم
لتلقي حديث اليوم على بريدك الخاص ابعث رسالة فارغة إلى
hadith-alyoum55+subscribe@googlegroups.com
وإلى اللقاء في الحديث القادم "إن شـاء الله"
No comments:
Post a Comment