Wednesday, February 9, 2011

الطُّــهُــورُ شَـطْـرُ الْإِيـمَـانِ

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم

السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

حَدِيثُ الْيَوْم / الأربعاء /06/ ربيــع الأول /1432هـ

رَبِّ اغْفِرْ لِيَّ وَلِوَالِدَيَّ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِيْ صَغِيْرَا

اللهمَّ ارْزُقْنا الْفِرْدَوْسَ الأعلى مِنْ غَيْرِ عِتَابٍ ولا حِسَابٍ ولا عَذَابْ

سلسلة : أحاديث فقهية (الطهارة) الحلقة (16)

(الطُّــهُــورُ شَـطْـرُ الْإِيـمَـانِ)

---------------------------

عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

"الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ

وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ

وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآَنِ أَوْ تَمْلَأُ مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ

وَالصَّلَاةُ نُورٌ

وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ

وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ

وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ

كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَايِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا."

رواه مسلم 328 واللفظ له والترمذي 3439 والنسائي 2394 وابن ماجة 276 وأحمد 21828

---------------------------

" تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي "

(عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ)اسمه الحارث بن الحارث

(شَطْرُ الْإِيمَانِ) قال النووي . اختلف العلماء في معناه فقيل معناه أن الأجر فيه ينتهي تضعيفه إلى نصف أجر الإيمان ، وقيل معناه أن الإيمان يجب ما قبله من الخطايا وكذلك الوضوء إلا أن الوضوء لا يصح إلا مع الإيمان فصار لتوقفه على الإيمان في معنى الشطر ، وقيل المراد بالإيمان هنا الصلاة كما قال الله تعالى : { وما كان الله ليضيع إيمانكم } والطهارة شرط في صحة الصلاة فصارت كالشطر وليس يلزم في الشطر أن يكون نصفا حقيقيا وهذا القول أقرب الأقوال ، ويحتمل أن يكون معناه أن الإيمان تصديق بالقلب وانقياد بالظاهر وهما شطران للإيمان والطهارة متضمنة الصلاة فهي انقياد في الظاهر انتهى

(وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ) معناه عظم أجرها وأنه يملأ الميزان وقد تظاهرت نصوص القرآن والسنة على وزن الإيمان وثقل الموازين وخفتها

(مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) معناه أنه لو قدر ثوابهما جسما لملآ ما بين السماوات والأرض ، وسبب عظم فضلهما ما اشتملتا عليه من التنزيه لله بقوله سبحان الله . والتفويض والافتقار إلى الله تعالى بقوله الحمد لله

(وَالصَّلَاةُ نُورٌ) معناه أنها تمنع من المعاصي وتنهى عن الفحشاء والمنكر . وتهدي إلى الصواب . كما أن النور يستضاء به ، وقيل معناه أنه يكون أجرها نورا لصاحبها يوم القيامة ، وقد قال الله تعالى : {واستعينوا بالصبر والصلاة} وقيل معناه أنها تكون نورا ظاهرا على وجهه يوم القيامة ويكون في الدنيا أيضا على وجهه البهاء بخلاف من لم يصل

(وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ) معناه يفزع إليها كما يفزع إلى البراهين كأن العبد إذا سئل يوم القيامة عن مصرف ماله كانت صدقاته براهين في جواب هذا السؤال فيقول تصدقت به ، ويجوز أن يوسم المتصدق بسيما يعرف بها فيكون برهانا له على حاله ولا يسأل عن مصرف ماله ، وقيل معناه الصدقة حجة على إيمان فاعلها فإن المنافق يمتنع منها لكونه لا يعتقدها فمن تصدق استدل بصدقته على صدق إيمانه

(وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ) معناه الصبر المحبوب في الشرع وهو الصبر على طاعة الله تعالى والصبر عن معصيته والصبر أيضا على النائبات وأنواع المكاره في الدنيا ، والمراد أن الصبر المحمود لا يزال صاحبه مستضيئا مهتديا مستمرا على الصواب . قال إبراهيم الخواص : الصبر هو الثبات على الكتاب والسنة

(وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ) أي تنتفع به إن تلوته وعملت به وإلا فهو حجة عليك

(كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَايِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا)أي كل إنسان يسعى بنفسه فمنهم من يبيعها لله تعالى بطاعته فيعتقها من العذاب ومنهم من يبيعها للشيطان والهوى باتباعهما فيوبقها أي يهلكها

---------------------------

http://hadeethalyoum.blogspot.com/

دائماً شعارنا: حُبَّ الرَّسُولُ بِاتــّبَاعِ سُنَّتِه

وأسأل الله لي ولكم التوفيق شاكرا لكم حُسْن متابعتكم

لتلقي حديث اليوم على بريدك الخاص ابعث رسالة فارغة بعنوان "حديث اليوم" إلى

sho3ba@live.com

وإلى اللقاء في الحديث القادم "إن شـاء الله"

No comments:

Post a Comment