بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمْ السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ
حَدِيثُ الْيَوْم
رَبِّ اغْفِرْ لِيَّ وَلِوَالِدَيَّ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِيْ صَغِيْرَا
اللهمَّ ارْزُقْنا الْفِرْدَوْسَ الأعلى مِنْ غَيْرِ عِتَابٍ ولا حِسَابٍ ولا عَذَابْ
(فضائل المسجد الأقصى و بيت المقدس – 6 والأخيرة )
ومن فضائله: تعاقب الأنبياء على بنائه وتجديده وتوسعته ، وهذا يدل على فضله وشرفه وعلو مكانته، لأن الأنبياء أرادو بهذا البناء وهذا التجديد وهذه التوسعة، أن يضيفوا إلى شرفهم شرف بناء هذا البيت المقدس، زاده الله طهارةً .
وقد اختلفت الروايات في أول من بنى بيت المقدس ؟ فقيل: أول من بناه الملائكة، وقيل: آدم ، وقيل: سام بن نوح، وقيل إبراهيم ، وقيل يعقوب، وقيل سليمان صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
وقد رجح الحافظ ابن كثير رحمه الله أن أول من بنى بيت المقدس يعقوب عليه الصلاة والسلام ( قال وعند أهل الكتاب أن يعقوب عليه الصلاة والسلام هو الذي أسّسَ المسجد الأقصى. قال وهذا متّجه ويشهد له ما ذكرناه في الحديث. يقصد حديث أبي ذر رضي الله عنه. قال فعلى هذا يكون بناء يعقوب بعد بناء الخليل وابنه إسماعيل للبيت الحرام بعده بأربعين عاماً،) إلا أن الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى أيد قول من قال: إنّ أول من بنى بيت المقدس نبيُّ الله آدم عليه الصلاة والسلام . فقد ذكر في كتاب الفتح في كتاب أحاديث الأنبياء قال: (وجدت ما يشهد ويؤيد قول من قال إنّ آدم عليه السلام هو الذي أسس المسجدين. المسجد الحرام، والمسجد الأقصى، قال وقد ذكر ابن هشام في كتاب التيجان: أن آدم لما بنى الكعبة أمره الله عز وجل بالسير إلى بيت المقدس وأن يبنيه قال فبناه ونسك فيه ). وعلى هذا يحمل حديث أبي ذر رضي الله عنه أنه كان بين بناء آدم لبيت الله الحرام وبنائه لبيت المقدس أربعون عاماً، ويحمل بناء الأنبياء بعد آدم عليه الصلاة والسلام على أنه بناء تجديد وتوسعة لا بناء تأسيس.
وهذا ما أيده الإمام النووي كما في شرح مسلم، قال –رحمه الله - ورد أن واضع المسجدين آدم عليه الصلاة والسلام. قال وبه يندفع الإشكال بأن إبراهيم بنى المسجد الحرام. وسليمان بنى بيت المقدس. وبينهما أكثر من أربعين عاماً قال فإنما هما مجددان) أي إبراهيم بالنسبة لبيت الله الحرام، وسليمان بالنسبة لبيت المقدس ، فإنما هما مجددان لا مؤسّسان.
ومن فضائله: البُشرى بفتحه: وتلك من أعلام النبوة أن بشَّر صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم بفتحه قبل أن يُفتَح، عن عوف بن مالِك رَضِي الله عنْهُ قال: أتيت النبي صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم في غزوة تبوك وهو في قبة من أَدم، فقال: "أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ فَقَالَ: «اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ مَوْتِي ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ثُمَّ مُوْتَانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ الْغَنَمِ ثُمَّ اسْتِفَاضَةُ الْمَالِ حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مِائَةَ دِينَارٍ فَيَظَلُّ سَاخِطًا ثُمَّ فِتْنَةٌ لَا يَبْقَى بَيْتٌ مِنْ الْعَرَبِ إِلَّا دَخَلَتْهُ ثُمَّ هُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الْأَصْفَرِ فَيَغْدِرُونَ فَيَأْتُونَكُمْ تَحْتَ ثَمَانِينَ غَايَةً تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا"رواه البخاري
وهذه بشارة من نبينا صلوات الله وسلامه عليه أنً المسلمين يفتحون بيت المقدس. وقد فتحه الفاروق عمر رضي الله تعالى عنه
ومن فضائل بيت المقدس أن نبيَّ الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام أقام فيه. وولد له هناك إسماعيل وإسحاق. صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
من فضائل المسجد الأقصى: أنه مهبط الأنبياء، ومقرُّ اجتماعهم، ومحل اجتمعوا فيه جميعا للعبادة – بل أشرف العبادات الصلاة – بل أشرف الصلوات صلاة الجماعة – بل أشرف صلاة جماعة : جماعة من صفوة خلق الله ويؤمهم حبيب الله صلى الله عليهم وسلم- : حيث جمعوا لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم هناك كلهم، فأمهم.
قلت : كم يفرح المسلم حين يصلي بمسجد الخيف بمنى بعد أن علم الحديث : " صلى في مسجد الخيف سبعون نبيا " أخرجه الطبراني والضياء المقدسي في ( المختارة ) وحسن إسناده المنذري والألباني
أو إذا صلى في مسجد الحبيب المصطفى – المسجد النبوي –
فكيف يكون الفرح إذا صليت في مسجد صلى فيه آلاف من أنبياء الله – لا يعلمهم إلا الله- وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ
اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى أن ترزقنا الصلاة في مسجدنا الأقصى وأن تجعله شامخا عزيزا إلى يوم الدين.
سلسلة فضائل المسجد الأقصى و بيت المقدس : 1 – 2 – 3– 4– 5
http://hadeethalyoum.blogspot.com/
وأسأل الله لي ولكم التوفيق شاكرا لكم حُسْن متابعتكم
لتلقي حديث اليوم على بريدك الخاص ابعث رسالة فارغة
hadith-alyoum55+subscribe@googlegroups.com
وإلى اللقاء في الحديث القادم "إن شـاء الله"