Wednesday, June 29, 2011

عقوق الوالدين 8-ب

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمْ السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

حَدِيثُ الْيَوْم /27/07/1432هـ

رَبِّ اغْفِرْ لِيَّ وَلِوَالِدَيَّ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِيْ صَغِيْرَا

اللهمَّ ارْزُقْنا الْفِرْدَوْسَ الأعلى مِنْ غَيْرِ عِتَابٍ ولا حِسَابٍ ولا عَذَابْ

سلسلة : الكبائر (أعاذنا الله منها)   الحلقة 21

إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا  (النساء 31)

وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى(*)الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ(النجم 31-32)اللمم : الصغائر

 

(الكبيرة الثالثة: عقوق الوالدين - 8)

الفوائد(جُرَيْجُ العَابِد- ب)

لقراءة القصة اضغط على الرابط

http://hadeethalyoum.blogspot.com/2011/06/8_27.html

---------------------------

1.   زهد جريج بالدنيا وعدم تعلقه بها..قَالُوا نَبْنِي مَا هَدَمْنَا مِنْ دَيْرِكَ بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ

قَالَ:"لَا وَلَكِنْ أَعِيدُوهُ تُرَابًا كَمَا كَانَ ثُمَّ عَلَاهُ"

2.   الزنا مبغوض عند كل الناس (لذة ساعة وألم دهر)

3.   معظم الناس حالهم مع الصالحين إما إفراط وإما تفريط (ضربوه وسبوه بالشبهة فلما بانت براءته عرضوا بناء الصومعة من ذهب)

4.   حكم إجابة الأم وأنت في صلاة؟ لو كنت في فريضة فلا تجبها ولا تقطع صلاتك

لقوله تعالى: وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24) رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا (25)الإسراء

ولكن لك أن تعلي صوتك بالتكبير لتعلمها أنك في صلاة

أما النافلة فالأصل عدم قطعها لقوله تعالى: (وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ) وتكتفي بالتكبير ...أما إذا علمت شدت حاجت الأم لك أو أنها قد تغضب إن لم تجبها أو أنها لا تعلم بصلاتك فوجب عليك قطع الصلاة..لأنه قد تعارض وتزاحم الواجب مع النافلة فتقدم الواجب ...قال السعدي في منظومة القواعد:

فـَإِنْ تـَزَاحـَمْ عَدَدُ الْمَصَالِحِ = يـُقـَدَّمُ الأَعْلَى مـِنَ الْمَصَالِحِ

5.   لو كان جريج عالما لعلم أن إجابته أمه أولى من عبادة ربه... قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ." رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وصححه الألباني ..قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"فضل في علم خير من فضل في عبادة." رواه البيهقي في شعب الإيمان وصححه الألباني

6.   إياك أن تغضب والداك فقد يدعو عليك أحدهما فتخسر الدنيا والدين

7.   النظر إلى وجوه الممثلات المتبرجات والراقصات عقوبة من الله.... لأنها دعت عليه أن يعاقب بالنظر

8.   شأن أهل المعاصي والفجور أن يلطخوا سمعة أهل الصلاح وذلك أن هذه الزانية نسبت الفجور إلى أصلح رجال القرية...والسبب في ذلك أنّ الفاجر يريد أن يشركه الناس كما قال تعالى: اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (12) العنكبوت ...فإذا نسب الفجور إلى أهل الصلاح كان في ذلك مسوغا لفجور العامة ... من باب "رمتني بدائها وانسلت"....."اذا كان رب البيت بالدف ضاربا .... فشيمت اهل البيت الرقص"

9.   أن العاصي يُري ويوهم نفسه أنّ كل الناس مثله أو أسوأ...كأن تنصح مدخن..فيكون جوابه "كل الناس تدخن"... وهذا من تلبيس إبليس....نسأل الله السلامة

10.                     كلام النساء في مسائل الأعراض غالبا يصدق....والأصل أن يتحقق من قولها ويتبيين حتى لا يتهم البرآء

11.                     أن يحذر الآباء من الدعاء على الأبناء ويكثروا من الدعاء للأبناء.. وذلك أن الله استجاب للأم حين دعت بسوء فمن باب أولى أن يستجيب الله دعاء الخير...كأن تدعو للابن أن يكون عالما صالحا حافظا للكتاب وغيره

12.                     الثبات على الحق....وذلك أن جريج قال للمرأة:" أنت تزعمين ؟" رواها البخاري في الأدب المفرد 34

13.                     ما اتهم بريء من أهل الصلاح إلا برأه الله إما عاجلاً أو آجلاً...كقصة يوسف وقصة عائشة في حادثة الإفك

14.                     الأم وإذا دعت على الابن يبقى في قلبها الرحمة على الابن ... وذلك أنها لم تدع عليه بالزنا

15.                     صاحب الصدق مع الله لا تضره الفتن

16.                     العبادة تزيد اليقين مع الله.... وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا

17.                     تقديم الأهم على المهم واجب

18.                     قد تتأخر النجاة لتُرفـــَعَ الدرجات

19.                     إثبات كرامات الأولياء... والكرامة لا يُتحدى بها ويَسعى صاحِبها إلى إخفاءها بخلاف المعجزة فيتحدى بها

20.                     المفزع في الأمور المهمة إلى الصلاة كما في رواية ابن سيرين عن أبي هريرة : فَتَوَضَّأَ وَصَلَّى ثُمَّ أَتَى الْغُلَامَ رواها البخاري 2302

---------------------------

http://hadeethalyoum.blogspot.com/

دائماً شعارنا: حُبَّ الرَّسُولُ بِاتــّبَاعِ سُنَّتِه

وأسأل الله لي ولكم التوفيق شاكرا لكم حُسْن متابعتكم

لتلقي حديث اليوم على بريدك الخاص ابعث رسالة فارغة إلى

hadith-alyoum55+subscribe@googlegroups.com

وإلـى اللـقـاء فـي الـحـديـث الـقـادم "إن شـاء الله"

 

Tuesday, June 28, 2011

في أيّ شيء سهرنا نحن؟

 

السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

حَدِيثُ الْيَوْم  26/07/1432هـ

رَبِّ اغْفِرْ لِيَّ وَلِوَالِدَيَّ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِيْ صَغِيْرَا

اللهمَّ ارْزُقْنا الْفِرْدَوْسَ الأعلى مِنْ غَيْرِ عِتَابٍ ولا حِسَابٍ ولا عَذَابْ

 

(وَقفَةُ تــأَمُّــل -05)

( في أيّ شيء سهرنا نحن؟!)

---------------------------

 

عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِرَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – قَالَ :"كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْمُرُ مَعَ أَبِي بَكْرٍ فِي الْأَمْرِ مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ وَأَنَا مَعَهُمَا"

رواه الترمذي 154 وصححه الألباني

---------------------------

فِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى عَدَمِ كَرَاهَةِ السَّمَرِ بَعْدَ الْعِشَاءِ إِذَا كَانَ لِحَاجَةٍ دِينِيَّةٍ عَامَّةٍ أَوْ خَاصَّةٍ  ..تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي

فكم ليلة سهرنا في مصالح المسلمين وتعلّم هذا الدين العظيم؟!

دائماً شعارنا: حُبَّ الرَّسُولُ بِاتــّبَاعِ سُنَّتِه

وأسأل الله لي ولكم التوفيق شاكرا لكم حُسْن متابعتكم وإلى اللقاء في الحديث القادم "إن شـاء الله"

لتلقي حديث اليوم على بريدك الخاص ابعث رسالة فارغة إلى

hadith-alyoum55+subscribe@googlegroups.com

Monday, June 27, 2011

عقوق الوالدين 8-أ

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمْ السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

حَدِيثُ الْيَوْم /25/07/1432هـ

رَبِّ اغْفِرْ لِيَّ وَلِوَالِدَيَّ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِيْ صَغِيْرَا

اللهمَّ ارْزُقْنا الْفِرْدَوْسَ الأعلى مِنْ غَيْرِ عِتَابٍ ولا حِسَابٍ ولا عَذَابْ

سلسلة : الكبائر (أعاذنا الله منها)   الحلقة 20

إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا  (النساء 31)

وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى(*)الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ(النجم 31-32)اللمم : الصغائر

 

(الكبيرة الثالثة: عقوق الوالدين - 8)

جُرَيْجُ العَابِد- أ

---------------------------

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ رَجُلٌ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ يُقَالُ لَهُ جُرَيْجٌ يَتَعَبَّدُ فِي صَوْمَعَةٍ

فَجَاءَتْ أُمُّهُ فرَفَعَتْ رَأْسَهَا إِلَيْهِ تَدْعُوهُ فَقَالَتْ:" يَا جُرَيْجُ أَنَا أُمُّكَ كَلِّمْنِي"

فَصَادَفَتْهُ يُصَلِّي فَقَالَ:"اللَّهُمَّ أُمِّي وَصَلَاتِي" فَاخْتَارَ صَلَاتَهُ

فَرَجَعَتْ ثُمَّ عَادَتْ فِي الثَّانِيَةِ فَقَالَتْ:"يَا جُرَيْجُ أَنَا أُمُّكَ فَكَلِّمْنِي"

قَالَ:"اللَّهُمَّ أُمِّي وَصَلَاتِي فَاخْتَارَ صَلَاتَهُ"

فَقَالَتْ:"اللَّهُمَّ إِنَّ هَذَا جُرَيْجٌ وَهُوَ ابْنِي وَإِنِّي كَلَّمْتُهُ فَأَبَى أَنْ يُكَلِّمَنِي اللَّهُمَّ فَلَا تُمِتْهُ حَتَّى تُرِيَهُ الْمُومِسَاتِ(1)"

قَالَ:"وَلَوْ دَعَتْ عَلَيْهِ أَنْ يُفْتَنَ لَفُتِنَ"

قَالَ:"وَكَانَ رَاعِي ضَأْنٍ يَأْوِي إِلَى دَيْرِهِ(2) قَالَ فَخَرَجَتْ امْرَأَةٌ مِنْ الْقَرْيَةِ فَوَقَعَ عَلَيْهَا الرَّاعِي فَحَمَلَتْ فَوَلَدَتْ غُلَامًا"

فَقِيلَ لَهَا:"مَا هَذَا؟"

قَالَتْ:"مِنْ صَاحِبِ هَذَا الدَّيْرِ"

قَالَ:"فَجَاءُوا بِفُؤُوسِهِمْ وَمَسَاحِيهِمْ(3) فَنَادَوْهُ فَصَادَفُوهُ يُصَلِّي فَلَمْ يُكَلِّمْهُمْ"

قَالَ:"فَأَخَذُوا يَهْدِمُونَ دَيْرَهُ فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ نَزَلَ إِلَيْهِمْ"

فَقَالُوا لَهُ:"سَلْ هَذِهِ"

قَالَ:"فَتَبَسَّمَ ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَ الصَّبِيِّ فَقَالَ مَنْ أَبُوكَ؟"

قَالَ:"أَبِي رَاعِي الضَّأْنِ"

فَلَمَّا سَمِعُوا ذَلِكَ مِنْهُ قَالُوا نَبْنِي مَا هَدَمْنَا مِنْ دَيْرِكَ بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ

قَالَ:"لَا وَلَكِنْ أَعِيدُوهُ تُرَابًا كَمَا كَانَ ثُمَّ عَلَاهُ"

رواه البخاري 2302 ومسلم 4625

---------------------------

‏" شرح صحيح مسلم للنووي"

(1) الْمُومِسَات : أَيْ الزَّوَانِي الْبَغَايَا الْمُتَجَاهِرَات بِذَلِكَ.

(2) الدَّيْر:كَنِيسَة مُنْقَطِعَة عَنْ الْعِمَارَة تَنْقَطِع فِيهَا رُهْبَان النَّصَارَى لِتَعَبُّدِهِمْ ، وَهُوَ بِمَعْنَى الصَّوْمَعَة.

(3) الْمَسَاحِي: وَهِيَ كَالْمِجْرَفَةِ إِلَّا أَنَّهَا مِنْ حَدِيد.

الفوائد تتبع غداً "إن شـاء الله"

---------------------------

http://hadeethalyoum.blogspot.com/

دائماً شعارنا: حُبَّ الرَّسُولُ بِاتــّبَاعِ سُنَّتِه

وأسأل الله لي ولكم التوفيق شاكرا لكم حُسْن متابعتكم

لتلقي حديث اليوم على بريدك الخاص ابعث رسالة فارغة إلى

hadith-alyoum55+subscribe@googlegroups.com

وإلـى اللـقـاء فـي الـحـديـث الـقـادم "إن شـاء الله"

Sunday, June 26, 2011

ولدت نصف إنسان

بِسْمِ اللهِ ا  لرَّحْمَنِ الرَّحِيم

السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

حَدِيثُ الْيَوْم / 24/07/1432هـ

رَبِّ اغْفِرْ لِيَّ وَلِوَالِدَيَّ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِيْ صَغِيْرَا

رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا

اللهمَّ ارْزُقْنا الْفِرْدَوْسَ الأعلى مِنْ غَيْرِ عِتَابٍ ولا حِسَابٍ ولا عَذَابْ

قصة الأسبوع (رقم 38)

(ولدت نصف إنسان)

---------------------------

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ  رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:"سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ عَلَيْهِمَا السَّلَام لَأَطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ عَلَى مِائَةِ امْرَأَةٍ أَوْ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ كُلُّهُنَّ يَأْتِي بِفَارِسٍ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ"

فَقَالَ لَهُ صَاحِبُهُ:"إِنْ شَاءَ اللَّهُ"

فَلَمْ يَقُلْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَلَمْ يَحْمِلْ مِنْهُنَّ إِلَّا امْرَأَةٌ وَاحِدَةٌ جَاءَتْ بِشِقِّ رَجُلٍ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْ قَالَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فُرْسَانًا أَجْمَعُونَ

رواه البخاري 3171 -4841-6148-6225-6951 ورواه مسلم 3124-3126

وجاء في روايات أخرى : (وَلَمْ تَحْمِلْ شَيْئًا إِلَّا وَاحِدًا سَاقِطًا أَحَدُ شِقَّيْهِ) ، (وَلَمْ تَلِدْ مِنْهُنَّ إِلَّا امْرَأَةٌ نِصْفَ إِنْسَانٍ)

---------------------------

) معاني المفردات(

لأطوفنّ الليلة : الطواف بالشيء هو الدوران حوله ، والمقصود هنا هو المبيت مع جميع نسائه.

ساقطا أحد شقيه : أي غير مكتمل الخلقة.

)تفاصيل القصة(

سليمان عليه السلام نبيٌّ مرسل ، ومَلِك صالح ، مكّن الله سبحانه وتعالى له في الأرض ، ووهب له سلطاناً وطيد الدعائم راسخ الأركان ، وقد زاد على ملوك الأرض فسخّر الله له من عوالم الجنّ والطير والريح وغيرها من العوالم التي لم تُسخّر لأحد من قبله ولا من بعده .

وكلّ هذه العظمة في الملك والأبّهة في السلطان ، لم تكن مجرّد متعةٍ دنيوية أو رغبة شخصيّة، بل كانت لهدفٍ سامٍ وغايةٍ نبيلة، يتمكّن بها من إنفاذ أحكام الله وإعلاء كلمته ، والجهاد في سبيله ، ونشر الحق في ربوع الأرض.

وما القصّة التي بين أيدينا إلا إشارة واضحةٌ إلى الروح المتشوّقة للجهاد التي كان يمتكلها هذا النبي الكريم ، والمقصد الأعظم الذي كان يهدف إليه من وراء طلب الملك،

كما قال الشاعر : وإذا كانت النفوس كباراً   تعبت في مرادها الأجسام

والحاصل أن سليمان عليه السلام أقسم في يوم من الأيام ، أن يمرّ على مائة من نسائه في ليلة واحدة ، لكي تحمل كل واحدة منهنّ وتأتي بولد ، ويقوم بتربيتهم على معاني الرجولة والفتوّة ، فيصبحوا فرساناً يقاتلون في سبيل الله .

وبينما هو يحدّث نفسه بما عزم عليه ، وصلت كلماته إلى أحد المقرّبين إليه ، فنبّهه على أن يقول : "إن شاء الله " ، ويبدو أن سليمان عليه السلام نسي أن يقولها في غمرة انشغاله بأموره وأحوال مملكته

وتدور عجلة الأيام ، ويشاء الله عز وجل ألا تحمل أي امرأة من نسائه سوى واحدة ، ولدت له – بعد طول انتظار منه – بسقطٍ غير مكتمل الخلقة .

وتختم هذه القصة العظيمة بقسم رسول الله  – صلى الله عليه وسلم – معلّقاً على هذه الحادثة ، أنه لو قُدّر لسليمان عليه السلام أن يقول تلك الكلمات ، لتحقّق له كافة الرغبات،ولقرّت عينه برؤية ذرّيته في الصفوف حيث الصولات والجولات .

)وقفات مع القصّة(

حوت هذه القصّة من الفوائد المبثوثة، والعبر المنثورة، ما يستدعي الوقوف عندها ، وتسليط الضوء عليها ، وأوّل الدروس التي نتعلّمها هنا هي ضرورة تفويض الأمور إلى الله تعالى تفويضاً قلبيّاً يتبعه اللسان ويصدّقه ، والقرآن الكريم يوجّه النظر إلى ذلك كما في قوله تعالى : { وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا * إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا } ( الكهف : 23 – 24 ) .

ومواقف النبي – صلى الله عليه وسلم – خلال حياته تربّي الصحابة على هذه القضية ، ونلمسها في قوله : (لَا يَدْخُلُ النَّارَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ أَحَدٌ الَّذِينَ بَايَعُوا تَحْتَهَا) رواه مسلم4552، وقوله : (وَاللَّهِ لَأَغْزُوَنَّ قُرَيْشًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ) رواه أبوداود2859 ، وقوله عن المدينة : (فَلَا يَقْرَبُهَا الدَّجَّالُ وَلَا الطَّاعُونُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ) رواه البخاري 6601 و (دَخَلَ عَلَى أَعْرَابِيٍّ يَعُودُهُ فَقَالَ لَا بَأْسَ عَلَيْكَ طَهُورٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ) رواه البخاري 3347 ، وقوله: (لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ فَأُرِيدُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ أَخْتَبِيَ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ) رواه البخاري6920

أما الدرس الثاني الذي نتعلّمه فهو سمو المقصد في حال الرغبة في إنجاب الذرّية ، فالصالحون يريدون لأولادهم أن يكونوا قادة وعلماء ، ومجاهدين ودعاة ، ليخدموا هذا الدين ، وينشروا تعاليمه ، ويعملوا بمقتضاه .

ونتعلّم من القصّة أيضاً أن الإنسان قد يبذل جميع الأسباب لتحقيق مراده ، ومع ذلك تتخلّف النتائج ويجري القدر على خلاف مقصوده ، وذلك محض تقديرٍ من الحكيم العليم ، والإنسان لا يدري موضع مصلحته .

وفي سياق القصّة إشارةٌ إلى معجزة من معجزات نبي الله سليمان عليه السلام ، وهي قدرته على إتيان ذلك العدد الكبير من نسائه في ليلة واحدة مع اشتغاله بالعبادة والحكم ، وهو أمرٌ خارقًٌ للعادة .

كما تشير القصّة إلى مسألة مهمّة تتعلق بقضايا المرأة ، وهي أن التعددّ في الزواج كان مشروعاً في الكتب السماوية ومعمولاً به عند الأمم السابقة ولم تختصّ بها شريعة الإسلام ، فسليمان عليه السلام بمقتضى النصّ كان له مائة امرأة ، وقد جاء التصريح بذلك في رواية أخرى عند البخاري6915 وهي قوله عليه السلام : ( لأطوفن الليلة على نسائي ) .

وهناك فوائد أخرى – غير ما تقدّم - يمكن أن تُستنبط من الحديث ، من ذلك أن إتباع اليمين بقول : إن شاء الله يسقط الكفارة عند عدم فعل ما تمّ الحلف عليه ، كما قال – صلى الله عليه وسلم - : (مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فَقَالَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَهُوَ بِالْخِيَارِ إِنْ شَاءَ أَمْضَى وَإِنْ شَاءَ تَرَكَ) رواه النسائي3770 ، ومن ذلك جواز الاستثناء بعد اليمين – وهو أن يقول بعد يمينه : إن شاء الله - إن كان الفاصل بينهما قصيراً ، وفي الحديث أن الاستثناء لا يكون إلا باللفظ ولا يُكتفى فيه بالنّية ، وفيه أيضاً بيان أدب الأنبياء في التعبير عن الأمور كما في قول سليمان عليه السلام : ( لأطوفنّ ) للتعبير عن إتيان النساء ، بالإضافة إلى جملة أخرى من الفوائد الفقهيّة التي بسطها العلماء في كتبهم ، ولا مجال للتوسّع في ذكرها هنا .

دائماً شعارنا: حُبَّ الرَّسُولُ بِاتــّبَاعِ سُنَّتِه

http://hadeethalyoum.blogspot.com/

وأسأل الله لي ولكم التوفيق شاكرا لكم حُسْن متابعتكم

لتلقي حديث اليوم على بريدك الخاص ابعث رسالة فارغة

hadith-alyoum55+subscribe@googlegroups.com

وإلـى اللـقـاء فـي الـحـديـث الـقـادم "إن شـاء الله"